السبت، فبراير ٢٦، ٢٠١١

لما الجيش باع الشعب

انا كنت في اعتصام سلمي عند مجلس الشعب تم فضه بعنف من الجيش و الشرطة الحربية
المرة دي ماكانش فيه بلطجية, كلهم رجال الجيش الشرفاء اللي دعوا انهم موجودين لحماية الشعب.
بعض الاصدقاء شافوا كام ظابط امن دولة في وسطهم كمان.

الدعوة للتظاهر و الاعتصام كانت عشان باقي مطالب الثورة اللي ما تحققتش:
١- اقالة رأس الحكومة أحمد شفيق وتشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط الوطنيين المستقلين والتخلص من بقايا النظام السابق المتبقي بها
٢-الافراج عن المعتقلين السياسيين ومسجوني المحاكم الاستثنائية قبل وبعد ٢٥ يناير
٣- حل جهاز مباحث أمن الدولة
٤- تشكيل لجان قضائية مستقلة مطلقة الصلاحيات للاسراع في محاسبة المتورطين في قتل الثوار وتعذيبهم ووالمتسببين في الفساد الذي تفشى في الحقبة السابقة


الاعتصام كان قائم من بدري في ميدان التحرير و بعدين مجموعة انتقلت لمبنى مجلس الشعب و مجلس الوزراء, و ده كان تطور طبيعي بما ان المطلب اللي على رأس القائمة هو اسقاط حكومة شفيق. لما وصلت كنت عند طرف شارع مجلس الشعب من جوة قرب شارع الفلكي, و ده كان عنده مجموعة صغيرة جدا مننا و كان فيه نقاشات مع الجيش لأنه انتشل من وسطهم المخرج الشاب تامر سعيد لجوة مبنى مجلس الشعب و رافضين يطلعوه. بعد مماطلة , و استخفاف على انه " بيشرب كوباية شاي و طالع" طلعولنا تامر , طلع انهم اتلموا عليه جوة و هروه ضرب.
صرخنا في وش ظابط الجيش اللي كان بيقولنا قبلها بحبة انه زي أخونا و انهم مش ممكن يئذونا, و لحظة اما طلعلنا تامر باين عليه انه مضروب و مهزوز للحظة لمحت الظابط متاخد و كأنه هوكمان اتفاجئ.

بعدها مشينا, و رحت انا ضميت على المجموعة اللي كانت عند مدخل شارع مجلس الشعب من شارع القصر العيني, كانوا حوالي 200 شخص و على مدار الساعات اللي بعد كدة العدد كبر و قرب من الالف, و كلهم كانوا بيهتفوا " اعتصام اعتصام, حتى يسقط النظام"

الساعة 11 م مشيت لحتة قريبة اشحن فيها موبايلي, بعدها ب 20 دقيقة جالي مكالمة ان العدد قل فجأة ل 200 و انها متكردنين في دايرة ضيقة جدا من الشرطة العسكرية. رحت هناك و انا مش فاهمة ازاي في 20 دقيقة مئات من البشر فجأة يختفوا من المكان و يتبقى عدد صغير جدا سهل حجزه في كردون. وصلت هناك و لقيت ناس تانية برة حاجز الجيش و الجيش رافض يدخلهم جوة, المهم بعد حوارات طويلة فيها اني مش هامشي لان عيلتي كلها جوة و اكيد مش هاكلمهم يطلعوا لان هم بيمارسوا حقهم في التظاهر السلمي, ظابط جيش برتبة كبيرة تدخل و استجاب لطلب ماما و دخلني جوة.
 الكوردون برضو بعدها اتفك عننا و بقى عندنا مساحة اكتر للتحرك. في نفس الوقت اصدقاءنا من ميدان التحرير كلمونا يبلغونا ان الاعتصام في الميدان بيتفض بالقوة من الشرطة العسكرية والجيش و اشخاص ملثمين و شايلين لاسلكي و رشاش الي.
ترويع و ضرب و مطاردة المتظاهري في الشوارع الداخلية لوسط البلد.

بعدها بشوية طلع اللوا حسين يبلغنا ان جاله امر باخلاء المكان و ان اللي عايز يتجنب القبض عليه يمشي دلوقتي, الناس اعترضوا و ابتدوا يهتفوا, اتخطف ولد من وسطهم و اتاخد على جوة ورا الدبابات اللي قافلة مدخل مجلس الشعب, الهتاف علي " سيبه سيبه" قام اللوا مدي امر في الميكروفون انهم يطلعولنا الولد, و قدملنا مسرحية هزلية فيها انه بيحضن الولد و يبوسه و هو بيقول ان احنا اولاده و بناته. و بعدين قام قايل يللا امشوا بقى , الناس لسة بترد عليه و تقوله احنا بنمارس حقنا في الاعتصام السلمي, و ست تانية بتقوله نمشي ازاي دلوقتي و نروح و الساعة 2 ص و مافيش مواصلات, فجأة اعطى امر, و انتشر افراد الجيش حوالينا و طوقونا,  و بعدها صوت العصي الكهربية ظهر بقوة مفزعة و ابتدى الجيش و الشرطة العسكرية يجروا ورا الناس بالعصي الكهربية. و و قدامنا شالوا واحد و اخدوه ورا الدبابة و رموه على الأرض و قعدوا يضربوه بغل بالشلاليت, صوتنا فيهم " اهو بتضربوا الناس اهو, ده الجيش اللي بيحمينا" قالولنا ما بنضربش حد.
و احنا ماشيين لقيناهم جارين ولد -تبين بعد كدة ان اسمه عمرو عبدالله- على جوة ورا الحواجز بتاعتهم, وقفنا نسألهم واخدينه فين و ليه , اتجمعوا علينا و ابتدوا يهينونا و يقولولنا نمشي من هنا و الا هيلمونا كلنا, و ابتدوا يقلوا ادبهم على ان مافيش ستات و بنات محترمة يبقوا في الشارع الساعة اتنين و الرجالة اللي معاهم تسمح بكدة تبقى مش رجالة.
اصرينا اننا مش هنمشي من غيره, تدخل تاني الظابط اللي برتبة كبيرة و اللي واضح انه كان متمسك بان ماحدش يتعرض لمامتي, و لما لقى انها مصرة انها مش هتمشي من غير الولد, ادى اوامر انه الولد يتسابلنا. الولد طلع و وشه مليان كدمات, و مناخيره بتنزف. اخدناه و مشينا معاه لحتة فيها نور, عشان ناخد صورة توثق اصاباته و بعدين شابين طالعين من المظاهرة بعربية وقفوا يعرضوا توصيلة على امي, فطلبنا منهم ياخدوا عمرو - المصاب- و قريبه. وقتها كان جاي ناحيتنا ظابط و 2 عساكر شرطة عسكرية, و العساكرة بيسألوا بعدائية احنا كنا بنصوروا ليه. الظابط قالهم " سيبوهم يصوروا اللي هم عايزينه" المهم ركبوا العربية, و اتنين تانيين من اللي معانا - د. شادى الغزالى حرب والاستاذ تقادم الخطيب (المدرس المساعد بآداب المنصورةوعضو حركة مارس لاستقلال الجامعات) ركبوا عربية وراهم و شفناهم بيعدوا بامان من قدام الظابط, كملنا مشي في اتجاه بيت صديق قريب, وبعدها ب دقايق جالنا مكالمة تليفون انهم اتوقفوا. اخويا و ماما سبقوا في ش القصر العيني يشوفوا ايه اللي بيحصل, لقوا ال 6 افراد اللي كانوا في العربيتين ماشيين رافعين ايديهم لفوق, و الرشاشات متوجهة لضهرهم و بيتهموهم ان معاهم أسلحة.

بعدها بشوية شادي و تقادم اتسابوا, و قالوا ان كلهم اتضربوا جامد جدا و ان فيه ناس كتير مقبوض عليها. من شوية صغيرين قدرت اوصل لقريب عمرو, و قاللي ان هو و الشابين اللي كانوا في العربية اتسابوا بس انهم لسة معاهم قريب عمرو, و انهم ملفقينله تهمة حيازة طبنجة.
احب اوضح ان لما هم الاول اخدوا عمرو و دعكوه ضرب, لو كان معاه طبنجة وقتها الجيش مش عبيط, كان هيعرف و ماكنش هيسيبهولنا. و احب كمان اوضح ان بعد اما قريت البيان رقم 24 للقوات المسلحة وضحللي ان لما هم شافونا مصرين نوثق شهادة عمرو بانه تم الاعتداء عليه, هم قرروا يلفقوله تهمة سلاح عشان يعززوا ادعاءهم انهم ما اعتدوش غير على البلطجية و المجرمين.

قريب عمرو دلوقتي برة بس مش قادر يمشي من كتر الصعق الكهربي اللي اتعرضله في رجله امبارح. و صديق اخر لاخويا كان برضو ممسوك امبارح و دلوقتي في المستشفى.
و عمرو مانعرفش حاجة عنه
أنا كنت عند البرلمان و كل اللي باحكيه وقائع شفتها بعيني. كان فيه ستات و بنات و شباب و رجالة. كلهم كانوا مصرين يبقوا سلميين و ماحدش تعرض للجيش باي حاجة. و المرة دي الاساءة و الضرب كانت من الجيش كله مش الشرطة العسكرية بس.

ملحوظة: اعتذر لعدم ارفاق صورة لاصابة عمرو لان موبايلي مافيهمش فلاش و الصور مش واضحة, امنى يكون حد من اللي كان معاهم كاميرات افضل يكون قدر يطلع الصور

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

ياريتني ماكنت مشيت بدري معلش الحرية مش ببلاش

jane يقول...

وأنا زيك :(

غير معرف يقول...

حسبنا الله ونعم الوكيل