الخميس، سبتمبر ٢٩، ٢٠١١

وجها الحب

للحب وجهان
وجه في خفة أجنحة اليعاسيب
و الاخر في ثقل كفن شهيد لم نقتص من قاتله بعد!

الجمعة، سبتمبر ١٦، ٢٠١١

أرجوكم: شخصنوا الأمور!


معركتي لوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين معركة شخصية
ما أبتدتش لمبدأ أو كنضال حقوقي عام. ابتدت لأسباب شخصية جدا. ابتدت عشان شاب مسارتنا تقاطعت 10 دقايق بس!

أوعوا تفتكروا ان أنا في يوم من الايام كنت قاعدة متصورة ان ده الدور اللي أنا عايزة أقوم به في الثورة. فيه معارك الواحد ما بيختارهاش, بيلاقي نفسه فجأة فيها و بيبقى فيه حاجة جواه بتزقه ان دي تبقى معركته  و انه لازم يقوم بدور كويس فيها.

معركتي ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين ابتدت يوم اما كنت واقفة في اعتصام و شفت بعينيا الجيش بيضرب الناس بغل و افتراء. و شوفتهم ماسكين ولد و واخدينه ورا نقطة التفتيش بتاعتهم و كنت عارفة انه هيتضرب جامد زيه زي شباب تانيين شفتهم بيتضربوا و لولا قوة مامتي اللي أصرت ان انها مش هتمشي غير لما الولد ده يتساب - و سابوهلنا فعلا- ماكنتش هاتشجع و أكمل كل القصة اللي أنا فيها دلوقتي و اللي لسة ما اكتملتش.

قصتي كررتها كتير.  قصتي هي  قصة عمرو البحيري اللي اتقبض عليه تاني بعدها بربع ساعة.
كل الناس اللي اعرفهم اتمسكوا معاه اتسابوا و هو ما اتسابش. و أصروا يحاكموه بسرعة و في السر من غير ما يبلغوا أهله و لا المحامي بتاعه و حكموا عليه ب 5 سنين سجن و بعتوه في سجن بعيد جدا عشان ماحدش فينا يعرف يوصله.
معركتي ابتدت في اللحظة اللي انا كنت ماسكة فيها في دراعه و باقول " بلاش نسيبه يروح من غيرنا, خليه يروح معانا"  و سبتهم يقنعوني اسيبه يركب العربية و يروح مع باقية الناس.
لما عرفت انه اتحكم عليه كل الفكرة اللي كانت في بالي اني ماكانش المفروض أسيبه.  كل شوية اعقلي يسترجع نفس اللقطة: ايدي و هي بتسيب دراعه و بتسيبه يركب العربية. كل شوية افتكر و اقعد أقول " ماكانش المفروض أسيبه كان المفروض أسمع الصوت اللي جوايا اللي ماكانش مطمن و بيقوللي ما تسيبهوش يمشي"

لكن دي قصتي, و ده اللي اتكتبلي. و من هنا ابتدت المعركة.
حقيقي انه بعد كدة القصة بقت أكبر بكتير من عمرو البحيري, و حقيقي انه بعد كدة اكتشفت ان فيه بدل العمرو 12 الف عمرو و يمكن أكتر. لكن في الأول ابتدت بحادث شخصي خلاني مسؤوولة اني أحكي للناس قصة عمرو, و أحكيلهم عن المئات التانيين اللي اتكعبلت في قصصهم بعدها.
مع كل قصة جديدة باسمعها اسم بيعلق في ذهني و بيخلي وجعهم وجعي, مقاومتهم مني, و صوتهم شابك في صوتي. عشان كدة كان لازم أطلب منكم تشاركوني رحلتهم و تاخدوا الأمور بشكل شخصي.

احنا مش هيئة قضاء. مش احنا اللي مطلوب مننا نصدر أحكام على الناس. مش احنا اللي مطلوب مننا نسمع القصة و نحلل تفاصيلها و نقرر  "ده مذنب" أو "ده برئ" .
احنا مطلوب مننا نسمع القصة, القصة اللي المحكمة مادتهمش فرصة يحكوها. مطلوب مننا  ندي فرصة لأهله يحكولنا عن أبنهم, يحكولنا بلسانه عن هو بيقول ايه اللي حصل. 
و خليكو مطمنين, انتوا في الاخر بتطلبوا الحق: بتطلبوا ان كل واحد منهم تتعاد محاكمته محاكمة عادلة, محاكمة مش بتفترض ان كل اللي بييجي قدامها بالتأكيد مذنب, محاكمة مش بتوسم الواحد بانه "بلطجي" من قبل اما تبتدي أصلا. محاكمة كل واحد ياخد فيها فرصة حقيقية يقدم شهود و أدلة, و القضاء المستقل المختص العادل هو بس المطلوب منه و القادر انه يحكم اذا كان الشخص ده مظلوم و لا مذنب.

أرجوكم: شخصنوا الأمور!
مش حقيقي ان المفروض ماناخدهاش بشكل شخصي. مع كل قضية تسمعوا عنها , اطلبوا تكلموا أهله. كلموا مامته. لو هو كبير اسألوها و خلوها تحكيلكو عنه و هو صغير كان عامل ازاي. طيب متجوز؟عنده ولاد. كام واحد؟ ولاد ولا بنات و سنهم كام؟ طيب و مراته عاملة ايه؟ طب هو عيان ولا صحته كويسة؟ بيشتغل ايه؟
و لو هو صغير أعرفوا هو عامل ازاي دلوقتي. بيروح المدرسة ولا لأ؟ عنده أخوات؟ أصغر منه ولا أكبر منه؟ بيحب يلعب كورة؟ 


شخصنوا الأمور.
ماتبصوش على انها قضية و رقم و اسم و خلاص! حاولوا و انتوا بتشوفوها تشوفوا القصة اللي وراها.
و انتوا داخلين تناموا, ادوا واحد منهم دقايق من وقتكو و فكروا فيه. حاولوا تتخيلوا هل هو دلوقتي نايم في حتة كويسة ولا جايز دلوقتي حالا داخلين العنبر بتاعه في حملة تفتيش و بيرموا الأكل و الجوابات اللي حبايبهم بعتهوهالهم؟ طيب هو دلوقتي بيفكر في ايه؟ ايه ممكن يبقى احساس واحد كان نازل رايح مظاهرة زيه زي كتير مننا, و في لحظة يتاخد, يتضرب, يتعذب  و يتقاله انت هتقعد في السجن البعيد ده 5 سنين!
أو واحد تاني, اتقاله انت بس جاي تحريات نص ساعة و هترجع. و بالرغم من ان هو قعد يشرحلهم ان مش هو الاسم اللي بيسألوا عليه و ان لو ادوله فرصة هيجيبلهم البطاقة يثبت بها ده. حاولوا للحظة تتخيلوا احساس الراجل, الأب, الكبير في السن ده  اللي سايب بنته الصغيرة اللي ماكملتش 20 سنة هي اللي بتناضل عشان الناس تسمع قصته. حاولوا تتخيلوا  هو قاعد جوة بيفكر في ايه!

شخصنوا الأمور.  خلوا كل واحد من ال 12 الف  أخوك, أو صاحبك, أو جارك, أو زميلك في الشغل, أو جوز زميلتك, أو ابن مدرستك, او الولد اللي في البقالة اللي بيساعدك في شراء الحاجات, أو السايس اللي بيساعدك في ركن العربية جنب قهوتك المفضلة ,أو الشاب اللي بيحاول يقنعك تشتري معطر و انت واقف في الاشارة, أو الطفل الصغير اللي بيزن عليك عشان تشتري مناديل, أو حتى الولد  اللي بيغلس عليك في الشارع. تخيل له شكله , تخيل له حياة. و تخيل انهم حتى استخسروا فيه وقت يحكي فيه قصته قبل اما يحكم عليه قاضي مش المفروض يبقى واقف قدامه.

الاثنين، سبتمبر ٠٥، ٢٠١١

فراشات الحب

تصاحبني فراشاته في كل لحظات يومي
ترافقني في كل خطواتي, أفكاري, و تناتيف يومي  المضيئة و المظلمة
عندما يحل الليل تسكن فراشاته الجزأ الأعلى من بطني . تسكن بداخلي و يتسرب دفئها ببطء لكل أركاني الباردة
أحب أن أتخيل أنها ستظل تسكن تلك المنطقة من جسدي حتى يحل محلها جنين أتى به حبنا

الأحد، سبتمبر ٠٤، ٢٠١١

حب برائحة النعناع

أخبرني أنه مثلي: لا يكمل أبدا كوب الشاي. فبدأت طقس جديد خاص بحبنا
كل يوم قرب المغرب أحضر كوب شاي بالنعناع, و أختار بقعة تغازلها الشمس و أجلس في صحبة موسيقاه استمتع بلحظات خاطفة من الخيالات الممزوجة برائحة النعناع.
أشرب كوب الشاي فقط لنصفه, ثم أضعه جانبا و في خيالي أراه في ركن اخر بعيد تغازله الشمس,  يمد يده ليمسك كوب الشاي و يستكمل النصف الباق منه و هو يستمع لموسيقاي و يبتسم 

الخميس، سبتمبر ٠١، ٢٠١١

جواب للسماء

طوال اليوم بأكلمها في دماغي النهاردة
يمكن عشان كان نفسي جدا تبقى موجودة الفترة دي. كان نفسي تتعرف على النسخة الأنضج من حفيدتها اللي كانت دايما بتشاكسها. كان نفسي احكيلها عن أم أحمد, و منى حسين, و أبو خالد. و كمان كان نفسي احكيلها عن سهرات المعمل, و انجازات العالمة الصغيرة اللي جوايا.

فيه ناس عمر الواحد ما بيتخطى فقدانهم. بيكمل حياته حاسس ان دايما فيه لون ناقصه, أو لحن فايته.

كان نفسي تبقى معايا, كان نفسي تقابله. 

النهاردة بالصدفة طريقي أخدني جنب قبرها. بعتلها حضن و بوسة على راسها. حكيتلها بسرعة عن مداعبات الحب الجديد و وعدتها المرة الجاية هاحكيلها كل التفاصيل بروقان و أكدتلها انها لو كانت قابلته كانت هتفرحلي.

ستو: أتمنى تكوني شايفاني و فخورة بان مقاوحتي طلعت مفيدة لما بأوجهها ناحية العسكر :)
وحشتيني و شايلاكي معايا في كل حتة.