‏إظهار الرسائل ذات التسميات حواديت. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حواديت. إظهار كافة الرسائل

السبت، أغسطس ٠٤، ٢٠١٢

عائلتي صنعتها: الحياة

تصوير @Mo3atef

سناء دخلت تنام في العربية حبة
خالو راح يشتري حاجات ناقصانا
بابا و طنط سهير - مرات خالي- قاعدين على الرصيف بيحلوا سدوكو مع بعض
خالتي جرت الكرسي بعيد عن ضليلة الشجرة و قعدت تتشمس و هي بتشتغل على اللابتوب
ماما و منال بيقروا الجرايد و بيعلموا على كل خبر له علاقة بأخويا
عزة و رشا مش عارفة اختفوا فين لحظتها
أنا قاعدة باقطع خضار سلطة
و ابن خالتي عمر بيصور ده كله

المشهد ده ماكانش في النادي, المشهد ده كان أول يوم العيد على الرصيف المقابل لسور سجن طرة استقبال.
مشهد ممكن يبقى غريب لناس كتير, بس لعائلتي العجيبة المبهجة, مشهد عادي جدا :)

كان أول يوم العيد و كنا جايين نزور علاء أخويا. كل السجون بتسمح في الزيارة بحد أقصى 3 أفراد أقارب من الدرجة الأولى. احنا عائلة تحب الدوشة و اللمة, جينا 11 شخص و استغربنا جدا أما منعونا من الزيارة هيهي
و احنا داخلين التفتيش يومها, الست اللي بتفتش بصت لمرات خالي و سألتها " و انتي بقى تقربيله ايه؟" قالتلها بابتسامة " مرات خاله" قامت ردت عليها " مرات خاله و جاية تزوره, يا حبايبي!!" :)

يومها قهروني و حرموني من رؤياه. سمحوا بس ل 3 أشخاص يشوفوه, و لأني كنت شوفته في آخر زيارة فالمرة دي ماما و منال و بابا اللي دخلوا و شافوه
بس كمان يومها, قعدت اتفرج علينا. على المشهد العبثي اللي احنا خلقناه و ابتسمت : كل واحد جاي و جايب معاه حاجة من ريحة العيد لعلاء: كتب, مجلة ميكي, اكل, فاكهة, صور, قصاقيص من مدونات, و تغريدات مبعوتاله, و انبهرت بازاي زيارة لحد مننا مسجون ممكن يبقى فيها كل معالم البهجة دي.
مش بس كدة, كمان مليانة تفاصيل كانها حاجة "طبيعية". كأن كل يوم العادي اننا نصحى  نجمع تناتيف من "الحياة" و نخزنها في علب و نروح بيها على سجن طرة.

و ابتديت افتكر, مشاهد تانية من 2006 تشبه المشهد ده. 
انا قاعدة على الرصيف باذاكر لامتحاناتي, ماما بتصحح ورق امتحانات الطلبة, منال بتكتب جواب لعلاء, و مستنيين دورنا ييجي و يسمحولنا ندخل نشوفه.

و حاولت أتخيل مشاهد تانية قبل ما أوصل للدنيا, من ذاكرة أمي و خالتي, مشاهد مشابهة فيها ماما و خالتي و عزة مستنيين برضو عند بوابة سجن طرة عشان يدخلوا يزوروا أبويا.

فجأة, خبطتني الفكرة : في تراث عائلتي, طرة محطة من محطات الحب!

أنا اتولدت و أبويا في السجن
اعتقد ماهما حاولت عمري ما هالاقي بداية أحسن من دي لقصتي

الأسطورة بتحكي ان بابا كان مخلى سبيله لما اتحكم عليه بالسجن 5 سنين لاشتراكه في تنظيم شيوعي مسلح ضد مبارك, و ان اصحابه عرفوا الخبر قبله, فبلغوه  و خبوه في حتة عشان ما يتقبضش عليه لحد اما ماما ترجع من السفر و تشوفه.
ماما رجعت على طول و الأصدقاء وصلوها لبابا.
ماما و بابا كان نفسهم في بنوتة صغيرة, و ماما كانت شايفة ان وجود مولود جديد في حياتها هيهون عليها السنين الجاية و بابا في السجن. و فعلا ده كان القرار : بابا و ماما هيفضلوا مستخبيين, ياخدوا وقتهم في "الوداع" , بابا يقضي حبة وقت مع حبيبة عمره و ابنه علاء, و يستثمروا كل طاقة حب و نضال بتجمعهم في تكويني.
و لما اتأكدوا ان ماما حامل فيا, بابا راح سلم نفسه عشان يقضي الحكم اللي عليه, رغم عروض من جهات أمنية انهم يسيبوه يهرب, بس هو كان عارف انه ماينفعش يفضل هربان من البلد باقي العمر.

الأسطورة كمان بتحكي ان ماما بعد ولادتي بيومين, و بمعاونة خالتي أهداف من غير أما جدتي تعرف, اتسحبت من المستشفى و راحت زارت بابا عشان توريه بنته "منى " :)

أمي بقى مبهرة. عندها قدرة خرافية على تحويل أحداث ثقيلة على القلب لمنبع قوة.
كانت بتصر انها تخلي زيارتي لأبويا في السجن حاجة خفيفة على القلب. البس فستان, احط توكة في شعري اللي مقصوص قصة ولاد, و اروح ازور بابا في السجن.
يمكن وقتها ماكنتش مستوعبة أوي فكرة "بابا" بس كنت مستوعبة اني باروح مكان و كل حد فيه بيدلعني, حتى العاملين في السجن كانوا بيجيبولي علبة كلها بسكويت و حلويات.

بابا حكالي انه اما خرج كان لسة بيحاول يكتشف ازاي يتعامل معايا. و اني كنت باتجاهله تماما لحد اما علاء يبقى موجود. أول اما علاء يبقى موجود ابتدي على استحياء اكتشف الشخص الجديد اللي اسمه "بابا" ده اللي بقى عايش معانا في البيت

الأسطورة اتكررت السنة اللي فاتت
برضو علاء راح بخطى ثابتة للسجن. برضو علاء كان عارف انه هيفوته ولادة أول ابن له. برضو منال اتسحبت برة المستشفى بعد يومين من الولادة و راحت تزور علاء في السجن.
علاء كان فاكر ان دي زيارة عادية مننا نطمنه على أحوال منال و انها لسة مش هتقدر تخرج من المستشفى.
عمري ما هانسى منظره لما على باب الأوضة بتاعة الزيارة لمح منال و هي شايلة الكائن الصغنتوت خالص اللي اسمه "خالد" و ابتدى يتنطط في مكانه.
و عمري ماهانسى حالة "الرضا" اللي حلت عليه بعد اما شال خالد نص ساعة بس و قام يرجع زنزانته.

في حوار صحفي مع بابا و علاء محبوس قال انه حاسس انه ورث ابنه "زنزانته" , قالها بفخر, بس اعتقد انه كان ممزوج بثقل و وجع.

يمكن تكون حاجة مش طبيعية  ان اختيارات أهلي فتحت عينينا من بدري على قصص مليانة ظلم و تعذيب و قهر
يمكن تكون حاجة مش طبيعية اني و انا لسة في المدرسة أعرف تفاصيل قصة أب من كتر تعذيب الشرطة له اعترف انه قتل بنته الصغيرة رغم ان الأحداث بعد كدة أظهرت ان البنت طلعت عايشة.
يمكن تكون حاجة مش طبيعية اني بشكل طفولي أتمسك ب "اكذوبة" ان أبويا أكيد ما اتعذبش في السجن لحد اما ادخل الجامعة و أضطر اواجه الحقيقة و اقرا تفاصيل تعذيبه.
يمكن تكون حاجة مش طبيعية اننا نروح طرة أول يوم العيد و احنا شايلين أكل و كتب و لابسين ملون عشان نخطف ربع ساعة سعادة مع حد مننا
يمكن يكونوا أهلي ورثونا حمل تقيل
لكن الأكيد ان الحاجة الأساسية اللي ورثوهالنا هي قدرة سحرية على التمسك بتفاصيل "الحب" في أكثر المواقف كابوسية.

يا خالد انت محظوظ أوي بعائلتك
كل عائلة و ليها صنعة, في اللي صنعتهم الطب ,المحاماة, العطارة, و في اللي صنعتهم البلطجة على خلق الله
لكن عائلتك , عائلتي أنا  و انت صنعتها : الحياة


الأحد، أبريل ١٥، ٢٠١٢

عاوزة العاوزة


مديت ايدي فوق المياه و فردتها على الاخر, كاني هاخطف حتة من البحر و اخبيها في حضني 

ماما بتحكيلي ان و انا صغيرة كنت باقعد على ترابيزة السفرة, أفرد ايدي في الهوا كأني عايزة أحضن كل حاجة على الترابيزة و أقول "عاوزة"
 و لو سألوني "ايه؟"
 أرد " عاوزة عاوزة"  

ساعات باحس اني لسة باتعامل مع الدنيا بنفس الطريقة, "عاوزة عاوزة" حاجات كتير و كتير منها ما ينفعش مع بعض بس انا عاوزة بقى أوف اعمل يه يعني! 

عاوزة نقفل ملف المحاكمات العسكرية للمدنيين. نطلع كل اللي في السجون ظلم, يتقدملهم اعتذار و تعويض عن اللي مروا به, ماعرفش ايه ممكن يعوض شهور و سنين حبس ظلم, و تعذيب و اهانة, و مرمطة العائلات على أبواب السجون, بس نفسي كلهم يطلعوا, يروحوا يباتوا في حضن أمهاتهم مراتاتهم و عيالهم. و نغير القانون, يبقى مافيش أي تلكيكة قانونية ينفع بيها أي رمة من رمم العسكر يحاكم حد محاكمة ظالمة.

عاوزة أخلص رسالة الماجستير بتاعتي اللي كل اما أركز فيها العكر يقومولنا مذبحة جديدة. نفسي أستعيد هوسي بشغل المعمل و بالخلايا و الجينات. ساعات السرحان في المعمل, باسمع مزيكا و باعمل سحري الخاص في السغل, و اطلع متأخر اتمشى بروقان في ساحة جامعة القاهرة بانوارها المبهرة بالليلو و أضحك للنسخة العيلة مني اللي كانت بتقعد تجري على أسطح مباني جامعة القاهرة و تتخيل انها ساكنة هنا, بتنام مستخبية تحت مكتب, و تطلع بالليل لما كل الناس يبقوا مشوا تستمتع ببيتها, جامعتها, لوحدها :)


و عاوزة عيال كتير. كتير أوي, يبقوا بيجروا حافيين معايا على الشط, بيتشقلبوا حواليا في الرملة, بيضحكو للشمس, بيكلموا البحر و بيرقصوا على مزيكا بتلعب في دماغهم.

و عاوزة حبيب, يحبني في كل حالاتي, و انا عاقلة , و و انا مجنونة و مهووسة, و انا حكيمة و و انا باعمل من الحبة قبة. يحب مياصتي و سرحاني و خيالاتي , و مايحاولش يقتحم فقاعتي اللي باستخبى فيها كل شوية عشان أجدد الوان أجنحتي .

عاوزة مزيكة حياتي تتجدد كل شوية
عاوزة الثورة تنتصر و أعيش لحد اما أزهق أحفادي بحواديتي عنها
عاوزة خالد ابن أخويا يكبر و أقعد أحكيله ازاي انا و هو زي بعض اتولدنا و أبهاتنا في السجن 
عاوزة البت أختي و العيال أصحابها يعدوا من التجارب القاسية الدموية اللي بيعيشوها - فرصة تانية ندعي على العسكر واحد واحد الله يحرقهم- كويسين, و يتبقالهم منها قصص جدعنتهم و الصداقات اللي اتخلقت في وسط المعارك, و قصص أصحابهم الشهداء و نبقى جبنا حقهم.
عاوزة أبويا و أمي يتهنوا بعيالي, و بابا يقعد حواليه احفاد كتير و يحكيلهم الحواديت اللي عمري ما زهقت منها و أنا صغيرة. أقعد في وسط عيالي و أقوله " جدو جدو, احكيلنا حدوتة الطنبوري" 
عاوزة يبقى عندي بنت تشبه أمي, جدعة كدة و ممكن تحارب الدنيا كلها. و لما تهدد بحاجة, ماهما بانت مجنونة أو غير ممكنة, تنفذها طبعا  :)

كل ده فكرت فيه و أنا واقفة كدة على البحر, مادة ايدي زي ماكنت باعمل و أنا صغيرة و ضحكت لما افتكرت الاسم اللي ماما طلعته عليا وقتها " عاوزة العاوزة

الجمعة، سبتمبر ١٦، ٢٠١١

أرجوكم: شخصنوا الأمور!


معركتي لوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين معركة شخصية
ما أبتدتش لمبدأ أو كنضال حقوقي عام. ابتدت لأسباب شخصية جدا. ابتدت عشان شاب مسارتنا تقاطعت 10 دقايق بس!

أوعوا تفتكروا ان أنا في يوم من الايام كنت قاعدة متصورة ان ده الدور اللي أنا عايزة أقوم به في الثورة. فيه معارك الواحد ما بيختارهاش, بيلاقي نفسه فجأة فيها و بيبقى فيه حاجة جواه بتزقه ان دي تبقى معركته  و انه لازم يقوم بدور كويس فيها.

معركتي ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين ابتدت يوم اما كنت واقفة في اعتصام و شفت بعينيا الجيش بيضرب الناس بغل و افتراء. و شوفتهم ماسكين ولد و واخدينه ورا نقطة التفتيش بتاعتهم و كنت عارفة انه هيتضرب جامد زيه زي شباب تانيين شفتهم بيتضربوا و لولا قوة مامتي اللي أصرت ان انها مش هتمشي غير لما الولد ده يتساب - و سابوهلنا فعلا- ماكنتش هاتشجع و أكمل كل القصة اللي أنا فيها دلوقتي و اللي لسة ما اكتملتش.

قصتي كررتها كتير.  قصتي هي  قصة عمرو البحيري اللي اتقبض عليه تاني بعدها بربع ساعة.
كل الناس اللي اعرفهم اتمسكوا معاه اتسابوا و هو ما اتسابش. و أصروا يحاكموه بسرعة و في السر من غير ما يبلغوا أهله و لا المحامي بتاعه و حكموا عليه ب 5 سنين سجن و بعتوه في سجن بعيد جدا عشان ماحدش فينا يعرف يوصله.
معركتي ابتدت في اللحظة اللي انا كنت ماسكة فيها في دراعه و باقول " بلاش نسيبه يروح من غيرنا, خليه يروح معانا"  و سبتهم يقنعوني اسيبه يركب العربية و يروح مع باقية الناس.
لما عرفت انه اتحكم عليه كل الفكرة اللي كانت في بالي اني ماكانش المفروض أسيبه.  كل شوية اعقلي يسترجع نفس اللقطة: ايدي و هي بتسيب دراعه و بتسيبه يركب العربية. كل شوية افتكر و اقعد أقول " ماكانش المفروض أسيبه كان المفروض أسمع الصوت اللي جوايا اللي ماكانش مطمن و بيقوللي ما تسيبهوش يمشي"

لكن دي قصتي, و ده اللي اتكتبلي. و من هنا ابتدت المعركة.
حقيقي انه بعد كدة القصة بقت أكبر بكتير من عمرو البحيري, و حقيقي انه بعد كدة اكتشفت ان فيه بدل العمرو 12 الف عمرو و يمكن أكتر. لكن في الأول ابتدت بحادث شخصي خلاني مسؤوولة اني أحكي للناس قصة عمرو, و أحكيلهم عن المئات التانيين اللي اتكعبلت في قصصهم بعدها.
مع كل قصة جديدة باسمعها اسم بيعلق في ذهني و بيخلي وجعهم وجعي, مقاومتهم مني, و صوتهم شابك في صوتي. عشان كدة كان لازم أطلب منكم تشاركوني رحلتهم و تاخدوا الأمور بشكل شخصي.

احنا مش هيئة قضاء. مش احنا اللي مطلوب مننا نصدر أحكام على الناس. مش احنا اللي مطلوب مننا نسمع القصة و نحلل تفاصيلها و نقرر  "ده مذنب" أو "ده برئ" .
احنا مطلوب مننا نسمع القصة, القصة اللي المحكمة مادتهمش فرصة يحكوها. مطلوب مننا  ندي فرصة لأهله يحكولنا عن أبنهم, يحكولنا بلسانه عن هو بيقول ايه اللي حصل. 
و خليكو مطمنين, انتوا في الاخر بتطلبوا الحق: بتطلبوا ان كل واحد منهم تتعاد محاكمته محاكمة عادلة, محاكمة مش بتفترض ان كل اللي بييجي قدامها بالتأكيد مذنب, محاكمة مش بتوسم الواحد بانه "بلطجي" من قبل اما تبتدي أصلا. محاكمة كل واحد ياخد فيها فرصة حقيقية يقدم شهود و أدلة, و القضاء المستقل المختص العادل هو بس المطلوب منه و القادر انه يحكم اذا كان الشخص ده مظلوم و لا مذنب.

أرجوكم: شخصنوا الأمور!
مش حقيقي ان المفروض ماناخدهاش بشكل شخصي. مع كل قضية تسمعوا عنها , اطلبوا تكلموا أهله. كلموا مامته. لو هو كبير اسألوها و خلوها تحكيلكو عنه و هو صغير كان عامل ازاي. طيب متجوز؟عنده ولاد. كام واحد؟ ولاد ولا بنات و سنهم كام؟ طيب و مراته عاملة ايه؟ طب هو عيان ولا صحته كويسة؟ بيشتغل ايه؟
و لو هو صغير أعرفوا هو عامل ازاي دلوقتي. بيروح المدرسة ولا لأ؟ عنده أخوات؟ أصغر منه ولا أكبر منه؟ بيحب يلعب كورة؟ 


شخصنوا الأمور.
ماتبصوش على انها قضية و رقم و اسم و خلاص! حاولوا و انتوا بتشوفوها تشوفوا القصة اللي وراها.
و انتوا داخلين تناموا, ادوا واحد منهم دقايق من وقتكو و فكروا فيه. حاولوا تتخيلوا هل هو دلوقتي نايم في حتة كويسة ولا جايز دلوقتي حالا داخلين العنبر بتاعه في حملة تفتيش و بيرموا الأكل و الجوابات اللي حبايبهم بعتهوهالهم؟ طيب هو دلوقتي بيفكر في ايه؟ ايه ممكن يبقى احساس واحد كان نازل رايح مظاهرة زيه زي كتير مننا, و في لحظة يتاخد, يتضرب, يتعذب  و يتقاله انت هتقعد في السجن البعيد ده 5 سنين!
أو واحد تاني, اتقاله انت بس جاي تحريات نص ساعة و هترجع. و بالرغم من ان هو قعد يشرحلهم ان مش هو الاسم اللي بيسألوا عليه و ان لو ادوله فرصة هيجيبلهم البطاقة يثبت بها ده. حاولوا للحظة تتخيلوا احساس الراجل, الأب, الكبير في السن ده  اللي سايب بنته الصغيرة اللي ماكملتش 20 سنة هي اللي بتناضل عشان الناس تسمع قصته. حاولوا تتخيلوا  هو قاعد جوة بيفكر في ايه!

شخصنوا الأمور.  خلوا كل واحد من ال 12 الف  أخوك, أو صاحبك, أو جارك, أو زميلك في الشغل, أو جوز زميلتك, أو ابن مدرستك, او الولد اللي في البقالة اللي بيساعدك في شراء الحاجات, أو السايس اللي بيساعدك في ركن العربية جنب قهوتك المفضلة ,أو الشاب اللي بيحاول يقنعك تشتري معطر و انت واقف في الاشارة, أو الطفل الصغير اللي بيزن عليك عشان تشتري مناديل, أو حتى الولد  اللي بيغلس عليك في الشارع. تخيل له شكله , تخيل له حياة. و تخيل انهم حتى استخسروا فيه وقت يحكي فيه قصته قبل اما يحكم عليه قاضي مش المفروض يبقى واقف قدامه.

الثلاثاء، أغسطس ٣١، ٢٠١٠

ألوان الحكاية



الأصدقاء اللي اعلنوا اهتمامهم بجمعية ألوان و أوتار

هاحكيلكم عنها من خلال تجربتي و انطباعاتي عن الجمعية

ألوان و أوتار جمعية بتعمل على التنمية من خلال الفن. بتقدم نشاطات فنية متنوعة و مختلفة, عن طريقها الاطفال بينموا قدراتهم التعبيرية, و بينموا قدراتهم الاجتماعية
سواء من خلال انخراطهم في النشاط نفسه, او من خلال تعاملهم مغ بعض و مع الادارة, و المتوطعين اللي من خلفيات و جنسيات متعددة اللي بيعملوا معاهم الأنشطة.

أمثلة من الأنشطة: مسرح, بانتوميم. خزف, عمل شمع, رسم, تلوين. ألعاب , كورال, جيتار وحاجات تانية كتير. و الحاجة الأهم من ده كله المرح و الاستمتاع اللي الولاد بيبقوا فيع و هم بيكتسبوا كل الخبرات دي.
الفكرة مش ان الولاد يكتشفوا موهبة عظيمة جواهم مستخبية, الفكرة ان الولاد ينطلقوا و ينبسطوا و تتفتح لهم نوافذ جديدة في حياتهم, و تتوفر لهم المعلومات, ويعرفوا ان الدنيا فيها سكك كتير و يبقى ليهم حرية تشكيل اختيارتهم الخاصة.

بالنسبالي أكتر حاجة تفرق ألوان و أوتار عن أماكن تانية كتير ان لو زرتوها هتلاقوا الولاد بيتعاملوا على ان المكان بتاعهم و انتوا جايين تزوروهم هناك. هتلاقيهم بيشدوكوا بحماس و يلتفوا حواليكو عشان يتعرفوا عليكو. هتلاقيهم داخلين طالعين من الجمعية, أعمالهم و صورهم متعلقة في كل حتة فيها, كأنها بيتهم التاني.

من ٣ سنين ابتديت نشاط علوم هناك. مرة في الاسبوع باروح و اشتغل مع مجموعة من الأطفال - اللي كلهم بقوا أطول مني دلوقتي - على مواضيع علمية مختلفة. نعمل تجارب و نتفرج على افلام, نلعب بالميكروسكوبات, نعمل اعادة تدوير للورق, و لما تتفرج حبة نطلع مع بعض رحلة ميدانية

بقالي ٣ سنين و ارتباطي باولادي دول هو السبب الرئيسي اني أكمل حتى لو ساعات باحس ان مضغوطة جدا من عالم الكيار و الشغل اللي انا لسة جديدة عليه

من سنة تقريبا قررنا في الجمعية نوسع النشاطات اللي زي نشاط العلوم و نعمل مشروع للتعليم الغير تقليدي, يبقى على قد ما نقدر في كل المواد و يبقى بيس الثغرات اللي في التعليم التقليدي و اللي هي بتزيد

ألوان و أ,وتار بترحب بأي متطوعين حبين يشاركونا . و مافيش اشتراطات. يعني اللي ما يقدرش يوفر يوم كل اسبوع , ممكن ييجي كل اتنين, او حتة مرة في الشهر. اللي عنده اقتراح لنشاط جديد يتفضل يشاركنا و نشوف نرتبه ازاي

المهم, الوان و أوتار بتدعوكم لأمسية حكي و حواديت يوم الخميس القادم في "مكان" بجانب ضريح سعد زغلول, الساعة 9 م
هاتوا ولادكو و اصحابكو و تعالوا اسمعوا حواديت الولاد, قصص سندريللا و علاء الدين اللي هم تخيلوها

ااه و تقدروا تقروا هنا عن الأمسية :)

الأحد، أغسطس ٢٩، ٢٠١٠

مهلبية

هو و هي اتكعبلوا في الحب

هي بتصحى لما نور الشمس يطبطب على خدها ,تقوم و تبتدي يومها بحماس.تطير و تلفلف في كل حتة تخلص المشاوير و الشغل اللي وراها.
في نفس اللحظة دي في اوضة شباكها مقفول و نور الشمس محبوس براها, هو بيبقى نايم و بيحلم انها ساكنة في حضنه.

هو بيصحى لما حدة الحر تروح, و و يحل الليل بنسمة هوا خفيفة, يقوم و بايقاع هادي رايق يبتدي يومه.
هي كل نهار تحلم انها بتصحى جنبه, و هو كل نهار بيحلم انها نايمة جنبه.

لما اتقابلوا كانوا وحشين بعض و اتفقوا انهم لازم يلاقوا حل.
بس ازاي يوم واحد بنهاره و ليله يجمعهم؟ و في كتاب تعويذات قديمة كان الجواب.

اتقابلوا في لحظة تلاقي عوالمهم: اخر ساعات النور, لما الشمس و القمر بيجمعهم للحظات سما واحدة.
حضنوا بعض و غمضوا عينيهم و في صوت واحد دندنوا "في غمضة واحدة نتسخط"

و عاشوا في تبات و نبات ,مسخوطين و مبسوطين في طبق مهلبية بالمكسرات

الأحد، أغسطس ٠١، ٢٠١٠

بدايات جديدة

كنت خايفة احكي
اكتشفت اني باضيع جزء كبير من متعتي بلحظات خاصة بس عشان قلقانة من حكم الناس
كنت خايفة أقول اني حاسة اني باخد اولى خطواتي على منحدر حب جديد
كنت خايفة الناس تقول هي لحقت؟ او يبصولي على اني شريرة اني تخطيت اللون الأصفر و لقيت سحابة تانية تخطفني بعيد
و بعدين قررت ان كل ده مش مهم. الدنيا صغيرة و التناتيف الملونة مش سهل تتعوض, و اكيد الناس اللي يفرقولي هينبسطوا اني مبسىوطة

فقررت اكتب

مش بافهم الحب. مااعرفش اذا كان ممكن الواحد يحب اكتر من مرة و لا لأ. مش عارفة اذا كان الواحد فعلاممكن يستبدل جلده فيستقبل كل مرة الحب كأنه جديد عليه
بس ده اللي انا حساه. لو سألتوني, انا مش نفس البنت اللي كانت بتكتب هنا من سنتين. اكيد فيه حاجات فيا زي ما هي, بس فيه تفاصيل صغيرة اتغيرت. و التفاصيل دي هي اللي مخلياني حاسة ان الحدوتة اللي انا باكتب اول كلماتها, جديدة عليا.
و جايز اصحى كمان سنتين و اضحك على هبل بنت تشبهني و كانت غاوية حب :)
مش عارفة.
اللي عارفاه هو اللي انا فيه دلوقتي, و دلوقتي انا حاسة اني واقفة على شاطئ بحر جديد عليا. واقفة حافية عند الحتة اللي الموج بييجي و يروح عليها. سايباه يعاكس طراطيف صوابعي بالراحة. مستمتعة بالمداعبة, و بغواية اني اتخيلني بانفض عني كل هدومي و همومي و ارمي نفسي جوة اعمق حتة فيه. مستمتعة باني بس أقف على الطرف و اتخيل لحظات شايلاهالي الدنيا لبعدين.

لو غمضت عيني, هاحس بدفا جسمه بيحضني من ورا, و هاحس بجسمي بيدوب فيه. لو فتحت عيني هاكتشف ان دي مش خيالة من خيالاتي, انا فعلا بادوب فيه

الأحد، مايو ٢٣، ٢٠١٠

خلاص

خلاص موسيقتي رجعتلي و جناحاتي فكت و فردت و بتحاول تفلفص بيا على عوالم تانية.
بقالي كتير ماحستش بالخفة دي. نفضت عني التقل اللي كان مثبتني على الارض و نفخت بعيد الغيوم اللي على روحي.

دلوقتي انا حرة اجري , ارسم, ارقص, اعيش معيلتي الطبيعية او امثل اني كبرت و عقلت, اكتب حواديتي و ارجع ارغي زي زمان, و كمان اتعرف على كائنات لطيفة تانية تشاركني الوانها و موسيقتها و رحلاتها.

و دلوقتي حالاً في جرادة لطيفة صغنتوتة عمالة تتنطط حواليا و تعمللي دوشة. صحيح هي مش بتسافر كتير زي الفراشات, بس كمان هي نشطة جدا و بتتنطط من حتة لحتة, و انا لسة ما لفلفتش كتير في الارض زي ما لفلفت في السما, و احب استكشف معاها العالم الغريب ده. و بعدين لو حبكت اوي ماهو الجراد كمان بيطير من وقت للتاني :)

الخميس، أبريل ٢٣، ٢٠٠٩

فنتازيا اللجنة


فرقة الطمي اتأسست من سنة 2002. و لأنها كانت كانت دايماً فيها اصحاب قريبين مني فبطبيعة الحال كنت من الناس اللي مهتمة بحضور عروضهم. حتى كنت دايماً اتريق و أقول ان فرقة الطمي عبارة عن مؤديين و الناس اللي بتسقف, و انا من الناس اللي بتسقف.
و غالباً من كتر مانا حضرت عروضهم فيه ناس افتكروني معاهم في الفرقة, حتى في عرض فات جاللي واحد بعد العرض و قاللي "نايس فري نايس" فضحكتله كدة اني مش فاهمة فقاللي "كنتي هايلة في العرض" هيهي اتمنى انه مايكونش افتكرني صدقي صخر صدقي.

المهم, مشكلتي بقى ان انا ماكنتش عارفة لما بتعجبني حاجة ليهم بيبقى بجد عشان عجباني و لا عشان هم اصحابي فانا متحمسلهم. و غالباً كنت بافصص العرض لحتت صغيرة و اقعد اقول الحتة دي حلوة اوي, بس الحتة دي يعني...
لكن المرة دي انا عارفة ان العرض عاجبني بجد من غير انحيازات. اه طبعاً فيا جزأ مبسوط بصحابي عشان هم صحابي, و مبسوط بالتطور اللي شايفه في اداءهم المسرحي, بس بجانب ده كله العرض نفسه حلو. و السبب اللي خلاني انبسط جداً و انا باتفرج عليه ان فكرة العرض فيها الحاجة اللي انا باحبها في عالم التدوين. فكرة الحواديت الشخصية اللي بتحكي تفاصيل صغيرة في احداث يومية للحاكي -او المدون- و اللي تخليك متفاعل مع الحدوتة جداً, و ساعات تحسه بيحكي عن يومك بالظبط, و ساعات تانية تضحك على الهم اللي طايله و طايلك.

لما خلصوا العرض فطيت نطيت احضنهم و اقولهم انه عجبني و اني كنت مكركعة من الضحك. لقيت كل واحد فيهم بيقولي مانا عارف كنا شايفينك و انتي مسخسخة :)
عرض فانتازيا اللجنة عرض خفيف و لطيف مليان تناتيف من حياة كل واحد من أعضاء الفرقة
روحوا شوفوه, فاضل النهاردة و بكرة بس