‏إظهار الرسائل ذات التسميات فضفضة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فضفضة. إظهار كافة الرسائل

السبت، يناير ٠٤، ٢٠٢٠

سواد


كنت فاكرة اني اختبرت كل درجات الحزن
لحد الفترة دي

فيه سحابة سوداء بالعاني تماما

بأصحى من النوم حاسة كأن حد ربط تقالات مثبتة كل حتة في جسمي مكانها

الصحيان محتاج مجهود

شايفة الشمس برة، عارفة بيقين حاد ان لو خرجت وقعدت تحت نورها هأحس احسن كتير، لكن الكام خطوة المطلوبين عشان ده يحصل أصعب على جسمي وقلبي من مشوار طرة الأسبوعي


لما أخدوا علاء تاني حسيت حد داس زرار ريستارت
كنت مرهقة بس الغضب كان بيحركني كل يوم وكل مشوار
كنت مصدقة اني قادرة على كل الرحلة كأننا باديين من الأول
سجن، نيابة أمن الدولة، مكاتب مختلفة لتقديم شكاوى، بيات قدام بوابة السجن، شيل شنط وجر شنط، طاقة أضعاف أي حاجة اختبرتها من سنين انفجرت جوايا
بس قدام كل يوم أو يومين لف ودوران عشان علاء
يومين أو تلاتة متسمرة في السرير حاضنة قطتي بأحاول اشجع نفسي أخرج من الأوضة
 
بعدين الغضب تحول لصديق دائم في يومي وبطل يبقى مصدر طاقة تدفعني للشارع
فات شهر واتنين وتلاتة والارهاق حكم قبضته
بقت حتى مشاوير علاء محتاجة مني مجهود مضاعف
مكالمة محامين أصدقاء لاستفسار صغير جدا بتتطلب اني أحايل نفسي بالساعات
رسايل دعم من ناس أعرفهم وماعرفهمش بتاخد مني ساعات وأحيانا أيام عشان بس استجمع طاقتي وافتحها مابالك بالرد عليها
رسايل تخص ظروف علاء وكل اللي معاه في نفس السجن، مجرد التفكير في كتابتها و ارسالها بيحسسني اني شايلة اضعاف وزني على كتافي
حتى السؤال "علاء عامل ايه" بقى ثقيل فوق الوصف
ثقيل لأنه ماهما جمعت مشاعري وطاقتي مافيش اجابة حقيقية وافية
وماحدش من اللي بيسأل قد اجابة حقيقية وافية
انتو بتسألوا السؤال عشان تقولوا ان علاء في بالكم، وأنا عارفة ان علاء في بالكم
بس في اللحظة دي- ومدركة قد ايه دي قسوة مش في محلها- سؤالكم واجابتي مش فارقة في حاجة
السؤال دايما بيتسأل في لحظة محتاجة اجابة مقتضبة وأي اجابة مقتضبة هتبقى مالهاش معنى
وأنا أول ما باسمع السؤال بابقى عايزة أي زرار أدوس عليه يمحي السؤال ويغير الموضوع

علاء عامل ايه؟

أحسن من غيره، دايما أحسن من غيره لأن ماهما كان الظلم اللي بيتعرض له فيه بني ادمين تانيين على بعد خطوات بيتعرضوا لظلم أسوأ وأسوأ

علاء عامل ايه؟

مبهر
علاء بالنسبالي دايما مبهر، مبهر قدرته عالصمود، مبهرة طيبته، مبهر قد ايه بيعدي بموجات غضب بس ما بيسيبهاش تحكم تماما سيطرتها على حياته ومستقبله
مبهر قد ايه قلبه مليان حب رغم كل اللي مر وبيمر به

بس عارفين أكتر حاجة معلقة في دماغي الأيام دي بدون مبالغة؟

علاء بردان
اخر زيارة علاء كان بيترعش أول نص ساعة في الزيارة. سألناه وأصر اننا ما نقلقش وانه بس عشان لسة صاحي من النوم وجسمه مالحقش يدفى، وكان مهتم اكتر يتكلم ويحكي ويعرف مننا أخبارنا وأخبار العالم
 
علاء قالي ما اقلقش بس أنا قضيت الزيارة كلها باتفرج على جسمه وباحاول أقاوم صورة فيها اني باهبد على أم الازاز اللي بينا لحد ما اكسره ونلف شال حواليه

علاء قالي ما اقلقش بس أنا عارفة اني في بيتي بردانة، وأنا عندي كل احتياجاتي من بطاطين ولبس ودافاية وجواكت وسرير

علاء قالي ما اقلقش وأنا السواد بيبلعني لما ابعد عن الشمس كام يوم، وهو بقاله 3 شهور كاملين ما قعدش 5 دقايق في الشمس


علاء قالي ما اقلقش بس أنا قلقانة وزعلانة وغضبانة وقلبي مش مسامح كل حد مسؤول وكل حد ساكت على اللي بيحصل لعلاء ولكل اللي في السجون




الخميس، فبراير ٢٧، ٢٠١٤

مين يسأل علينا


لو تروح و تقول مسافر, مين يسأل علينا 
مين يسأل علينا
عدسة إسلام أمين

علاء
الحب الاول
مرة زمان و أنا صغيرة جدا قلت بكل براءة "اما اكبر هاتجوز أخويا" كان الهدف من العبارة اني أضمن انه هيفضل قريب مني للأبد
كبرت و فهمت بعدها حقيقة العلاقات, و فهمت ان علاء –طول ما هو يقدر- هيفضل معايا و جنبي

عمرنا مات و لا عايش
مين يسأل علينا 

أوقات كتيرة من فترة مراهقتي كنت غضبانه منه, غضبانة من تمرده الدائم, غضبانه من  تحديه الدائم للقيود الاجتماعي, انه دايما بيزق السقف

وقتها كان هوسي الأساسي ان الناس تتقبلني, الكل يحبني, اني امتزج مع كل تصوراتهم عن "الصح" و "المقبول" اني اتبنى مفاهيمهم عن "العيب و الغلط" و وجود أخ زي علاء كان مبوظ الوصفة.
و أما كبرت, بقينا أصحاب, و اكتشفت: كتير من الدروس المهمة في حياتي ابتدت بتعاليم أخويا.
ان الواحد يعرف يعلم نفسه بنفسه
ان الواحد ممكن يبقى المجتمع لافظه, نظام التعليم مبططه, بس هو عنده شغف بحاجة و يعلم نفسه و يبقى شاطر فيها بشكل متفرد
ان الواحد ممكن في كل لحظة من حياته المهنية يبقى شغله نضال. ان يبقى كل مجهود بيحطه في شغله بيستثمر في نفس الوقت في تحرير المعرفة, اتاحة المعلومات للجميع, ان العلم و حصولك عليه و التكنولوجيا ما تبقاش مرتبطة بمستواك الاجتماعي و علاقاتك و امتيازاتك الاجتماعية.
و ان كل الأسئلة مباحة, من حقك تعيد التفكير في كل حاجة
واجبك تتحدى السلطة
ان المواطن العادي الضعيف لا يحمل نتيجة قمع السلطة لو تحدى جبروتها. و ان واجبنا نوفرله وسائل تساعده في النضال, و نقدمله حماية إن أمكن, و ان أمانه و كرامته مش مفصولين عن أمانا و كرامتنا, و نضاله من نضالنا.
 
علمني علاء ان أحلى حب الحب المعجون بالصداقة
أكتر من نص عمري قضيته حوالين منال و علاء.
 اعترف, الأول كانوا بيجننوني!
 ماعرفش ازاي ممكن اتنين يبقوا حقيقي بيقضوا كل الوقت ده بصحبة بعض من غير اما يتجننوا و حد فيهم يرمي التاني من الشباك.
لكن مع مرور الوقت كبرت و كبر حبهم حواليا و فهمت. 
شراكة لحظات اليوم 
تفاصيل الحلم
دفئ الصداقة
رحلات السفر
ساعات العمل معا
دلو علاء و منال
خالد
و بخالد تبدأ رحلة جديدة ... بها من الحب ما يفيض ليشملنا



فى المسا زى الصباح
واللى جاى فين
واللى راح
خدنا إيه غير الجراح


حبسك قطم روحي
كل اما احس اني هاتجنن لو ما اتكلمتش معاك ادخل ادور على تغريدات قديمة بينا او ايميلات و أحاول اتونس بكلماتك.
مرعوبة يا علاء
مرعوبة ده يبقى الحال لكتير
مرعوبة الفراق يطول
بس مرعوبة أكتر اعتاد الوجع. الوجع بيفكرني ان الوضع ده مش طبيعي, ان حرمانا منك شئ قاسي و أكيد مؤقت. ما ينفعش يبقى عادي. صح؟ 

فجأة افتكرت
مرة كنا عاملين مؤتمر للتضامن مع معتقلي اعتصام العباسية, و جالنا أم و أب كبار في السن معاهم صورة ابنهم مفقود. وروني الصورة و ابتدوا يحكولي عنه و هم بيدمعوا. اسمه شريف سعيد, عمره 19 سنة, مش عارفين نلاقيه, سمعنا انكو بتدوروا على المفقودين, ناس ولاد حلال دلونا عليكو
مش عارفة ايه اللي فجأة خلاني اسأل. " امتى بالظبط اختفى" و الرد جالي " أبريل 2000"
يعني من 12 سنة – وقت اما قابلوني- لكن كلامهم عنه كأنه مختفي الأسبوع اللي فات, الجرح صاحي و الأمل في لقاء لسة عايشو و رغم مرور 12 سنة على غيابه بالنسبالهم هو لسة ابنهم اللي عنده 19 سنة و الثورة جددت أملهم في انهم يلاقوه.
خايفة احاول اتصور حالهم دلوقتي.

خدت حسك من بيوتنا
مين يقول انك تفوتنا 

آخر سنتين طورت طرق دفاع تخليني أعرف اتعامل مع كم القسوة اللي بقت مفروضة على تفاصيل حياتنل اليومية. فقاعة بتعزلني عن البني ادمين اللي ممكن يجبروني ادوس على الجرح, لأني مش متأكدة اني قوية كفاية لتحمل الوجع
بادخل قوقعتي و استخبى, كل اللحظات المؤلمة بادفسها بسرعة في ركن مظلم جوايا. كل أما الثقل يزيد و أحس جناجاتي هتتقطم اتكرمش جوة نفسي أكتر. في لحظات العزلة دي اكتشفت ان شخصين بس اللي بيقدروا يوصلولي و طبطبتهم مش بتكسرني. انت و عمرو
و اكتشفت اني باعتمد دايما على انكو –لوحدكو من غير اما اقول- مراقبني عن قرب و بتلحقوني دايما و انا على حافة الانهيار.
مكالماتك بالليل "مين اللي مزعلك بس؟"
تغريداتك "سيبوا البت أختي في حالها" أو " أنا بقى فخور اني علاء أخو منى" :)
لما فجأة بتقرر تعدي عليا و تشاركني واحدة من مشاويري الكئيبة لمحكمة أو قسم أو مشرحة
  
بتيجي عليا لحظات كدة, امسك الموبايل عشان  أكلمك افضفضلك
أو ابقى واقفة عند محكمة بقالي ساعات و لوهلة انفصل عن حقيقة اللحظة و اتصور انك ممكن تعدي عليا
لما بافتكر
لما باشوف في خيالي بوابة السجن 
بتخبطني حقيقة اني استنفذت كل حيل مقاومة وجع فراقك

فاكر لما مدحت قوتي في تحمل المآسي ؟
ما تختبرش قوتي بحبستك يا علاء.
 تعويذتي انهزمت عند بوابة ليمان طرة.


قلنا لما انبح صوتنا
مين يسأل علينا
مين يسأل علينا!

الأربعاء، نوفمبر ٢٨، ٢٠١٢

عجِّـل يا رب

أسوأ حاجة المرحلة دي
احساس انك دايما على شفا الانهيار, فاضلك زقة وتقع
حتة منك نفسها تسرع الأحداث و تستعجل أحضان العدم, فترتاح
و حتة تانية بتعافر مع الزمن,  يمكن ترجعه كام خطوة ورا و يرجع معاه جزء من طاقتك و أحلامك المتبعترة

الثلاثاء، أكتوبر ٣٠، ٢٠١٢

أحلام مؤجلة

قبل الثورة كان عندي خط واضح مرسوم لحياتي. حلم دايما بيحركني, و كل تفصيلة في الطريق له انا رسمتها بعناية.
هوسي كان شغلي, عالمي اللي فيه خلايا و جينات و حسوكة بالساعات عشان تظبط تجربة.
كان المعمل مساحة سعادة دائمة ليا. بالذات آخر اليوم, لما كله يمشي, و اسهر اشتغل براحتي و بايقاعي اللي مريحني و مزيكتي اللي بتلهمني.

كنت عارفة كمان سنتين هاروح فين, و هارجع امتى. 
و كان عندي قدرة مرعبة في كتم صوت اي حاجة ممكن تشتتني, حتى لو كان الحب

الثورة جت و شقلبت حياتي
فجأة شخصية تانية ظهرت, أحلام جديدة و مسؤوليات مختلفة. شخصية فاجئتني و انبسطت بيها في حاجات, بس مش عارفة ليه دايما حاسة انها مش اناز كأني بالعب دور مرسوم لحد غيري, مش ليا
و فجأة الطريقة اللي انا رسمت كل تنتوفة منه بتأني جدا, اتمسح, اتشخبط عليه. و اترسم بداله طريق تاني و رغم اني مش عايزة أكمل فيه, بس الحتة اللي فيا اللي كانت بتعرف تطفي كل الأصوات اللي بتحيدني عن حلمي و مساري, اتكسرت.
كل يوم اصحى الصبح بقرار صارم, ان ده اليوم اللي هاستعيد فيه قوتي و هارجع أنا احدد مسار حياتي و ألوانها. و كل يوم بالليل أدخل السرير مثقلة أكتر و أكتر باحساس اني ضاع مني تماما مسار أحلامي

عمري ما حسيت بالتخبط و الثقل و العجز زي الأيام دي
عمري ما تهت عن نفسي زي الأسابيع و الشهور اللي فاتت

سنة كاملة باقول لنفسي "ده وضع مؤقت" , لحد اما فات بعد السنة شهور كمان, و ابتديت استوعب. ده مش وضع مؤقت, دي حياة تانية كاملة, بقالي سنة مجمدة كل أحلامي و تصوراتي على أمل ان ده وضع مؤقت, اقدر في يوم انفض عني الثقل و اصحى استكمل نفس مسار حياتي من نفس الحتة اللي سيبته عندها يوم 24 يناير 2011.
حمارة فعلا. باتعامل مع الدنيا على انها بلاي ستيشن و على حياتي على انها مرسومة بقلم رصاص في كشكول, اقدر كل شوية ارجع في الصفحات و امسح و اعيد رسم التفاصيل, حتى لو هتسيب اثر خفيف يقول "كان فيه  خط هنا" 

التدوينة دي محاولة لاجبار نفسي على الاعتراف بغضبي 
من نفسي
من حوستي 
من حالة الارهاق الدائمة اللي فيها
بس الأسوأ: من استسلامي لها
طول عمري باقول اني باتجنن من الناس اللي بيتعاملوا على انهم قلالات الحيلة و هم في الحقيقية ماحاولوش. و دلوقتي انا باعمل كدة. سايبة نفسي اطفو و مستسلمة للدنيا بدل اما اقف و اقاوح اتزرزر و اجبرها تتلون بالوان خيالاتي أنا

لطشة!
كفاية مرقعة يا منى!



الأحد، أكتوبر ٢١، ٢٠١٢

بحثا عن مسار آخر

صديقي
اسئلتك بتربكني لأن اجابتها موجودة في نقظة احتمالات انا تخطيتها

ماحدش بيجمد حياته مكانها على احتمالات مهزوزة
الدنيا أسرع مننا كتير
و عشان كدة أسهل عليا أعيش جوة دماغي في عالم خيالاتي و ما اتعاملش مع الواقع

لسة تعاويذي ما بتصدش عني أي وجع
لسة الركن اللي جوة دماغي اللي دايما فيه رملة و مياه و شمس و فضا, مش باعرف اهربله بسرعة لما الدنيا بتقسى عليا

مش عارفة ازاي الدنيا لعبكت كدة
و مش عارفة ازاي علاقة كانت طاقة سحر تقلب ثقل و قيد لأجنحتنا
كأن انا و انت خفاف و أحلامنا ملونة طول ما عوالمنا متباعدة, و كل اما نقرب, الألوان تتسحب من تحتينا و يحل محلها غيوم سودة 

عارفة انك خايف
أنا كمان خايفة
يمكن نكون فوتنا فرصتنا
يمكن الدنيا كانت راسمة لصداقتنا مسار مختلف بيبتدي من نقطة تانية فاتتنا من أسابيع أو شهور

اللي عارفاه ان لازم نلاقي تعويذة تشيل وجع الفرص الضايعة و تخلينا نشبك عوالمنا ببعض من غير ثقل و نكتشف المسار الجديد اللي اتحدد لصداقتنا بعد اما تاهت عننا الفراشة الأولى

الأربعاء، يوليو ٠٤، ٢٠١٢

تناتيف


كنت بس محتاجة أفتكر تفاصيل عالم النسخة الصغيرة مني :
مزيكا 
شمس
ألوان
بحر
علوم
أطفال
خيالات
هوس بالحب
سرحان
عيال
رجلين حافية
رقص 

و كنت محتاجة أستوعب عالمي الجديد و أحتضنه بحلاوته و وجعه :
محمد محمود
عمرو البحيري
أم أحمد
ميداني اللي مابقاش ميداني
أصحابي اللي مابقوش أصحابي
مشرحة زينهم
بوابة س28
تلاجة القصر العيني
أختي في الصفوف الأولانية
عصام عطا
عادل امام
عاطف الجوهري
خالد ابن أخويا
الغرباء اللي بقوا أقرب الأصحاب
الوحدة
درويش
مدينة الخيام
المنطقة المحررة
غاز
خرطوش
كرات نار
رصاص
حمص شام
5 ليالي احتفال
نضال الأمهات
دعوات كل أم
20 فبراير 2012 1:31 ص
الترقب الدائم للحب
الشوكولاتة البيضاء
الفراشة الزرقاء
الدولفين


و أفتكر دائما دائما ان الرحلة لسة طويلة, فيها تناتيف هتدوب قلبي, و فيها لحظات هتوجع روحي.
بوصلتي أحلامي, صورة نقية عن البنت اللي المفروض تبقى أنا 
و أجنحتي دائما باقيالي


الأحد، يونيو ١٧، ٢٠١٢

عن الانتخابات و لخبطات أخرى


بقالي أيام محتاسة في تحديد موقفي من الاعادة في الانتخابات. اعتقد اني أخيرا وصلت لقرار
بشكل واضح شايفة ان القرار "التكتيكي" الصح هو التصويت لمرسي.
مش شايفاه خيانة للثورة, ولا شايفاه تع*** , شايفة ان الانتخابات بتضيف لاعب تاني للساحة, و ان اللي قرر انه يشارك فيها و مصدق ان صوته يفرق للأسف بيختار من المتاح, و الاختيارات هي "المتخاذل" و "السفاح" . فقادرة أفهم اختيار كتير من الناس للمتخاذل.

نرجع لاختياري أنا بقى. 
عمري ماحبيت السياسة, و هي ما بتحبنيش. و قراراتي دايما مبنية على مزاجات قلبي.
عشان كدة صوتي في الجولة الأولى كان لخالد علي و أنا مرتاحة جدا, رغم اني لو كنت بافكر باداء "بنلعب سياسة" كان وقتها هيبقى صوتي لحمدين أو حتى أبو الفتوح.
اعتقد ان سبب اني شاطرة -نسبيا- لما بأركز على العمل الحقوقي, هو اني باحاول طول الوقت أخلي  اللي بتاخد القرار تبقى نسخة أصغر و أنقى من نسخة "منى" اللي موجودة دلوقتي. نسخة بتستقبل قصة كل معتقل كأنه عمرو البحيري, و كل شهيد تعذيب كأنه عصام عطا, و كل شهيد مواجهات كأنه عادل امام. 
و رغم اني فعلا شايفة ان القرار السياسي الصح -بناء على تقييمي اللي ممكن يتضح خطأه- اني أدي صوتي لمرسي, لكن الأهم ليا دلوقتي اني افضل البنت دي اللي ممكن تبقى بتاخد قرارات سياسية غلط بس محافظة على التفاصيل اللي مخلياها (قال يعني ) محامية شاطرة :)
و بالتالي انا مقاطعة, الا لو لأي سبب مزاجات قلبي اتغيرت خلال الساعات الجاية

القرار الأهم هو اني قررت مابقاش جزء من دائرة ارهاب "الأصدقاء"
يمكن ده من أكتر أسباب اني كنت محتاجة الأجازة دي عشان أبعد و أخد وقتي في اني أفهم كمية الغضب و الزعل اللي جوايا. و أقبل اني باكبر, و بامر بأحداث كتيرة, و للأسف كتير منها ماليش أي سيطرة عليه, و كتير منها بيغير شكل علاقات و صداقات ماهما كنت باقية عليها.
رضا الأصحاب و الأحباء من أكتر الحاجات اللي بتخليني انتعش, و اشتغل أكتر بحماس.
بس الاصحاب بتحس حواليهم بالراحة, بالأمان في قرارتك و اختياراتك الحرة, و معظم الوقت المفروض تحس حواليهم بالرضا عن نفسك. كان المفروض لما الاقي مجموعة من الناس دايما باحس حواليهم باني مش مرتاحة, و محتاجة طول الوقت أبرر و ادافع عن اختياراتي و قراراتي, عن شخصي , كان المفروض أفهم ان ده معناه اننا مش اصحاب زي مانا متصورة.
كنت متصورة دايما انه وضع مؤقت و اننا بنمر بتجارب مكثفة جدا و سريعة جدا و لسة بنحاول نستوعب ازاي نتعامل معاها, و ازاي نتعامل مع ان قرارتنا بتفرقنا ساعات بس أكيد بنرجع نتلاقى في معارك تانية. 
و كان دايما عندي عشم, دول الأصحاب اللي دخلت بيهم الثورة, و واحدة من معاركي الشخصية اني اطلع بيهم و هم لسة صحابي. بس اكتشفت ان العشم ده في خيالي انا بس, و على قد ما المعرفة وجعتني, لكن كبرتني و بشكل مش مفهوم, حررتني.


بقالي حبة رعبي الأساسي هو "الوحدة" . طول الوقت خايفة ابقى لوحدي, و العسكر مرعبين, خلونا فعلا متقبلين فكرة اننا نموت دلوقتي و احنا لسة بنستكشف أحلامنا و قوتها. 
خوفي من الوحدة كان بيخليني استعجل الحب. ده غير ان انا في المطلق مش من أكتر الناس الصبورة.
بس يومها اكتشفت اني مش لوحدي. حواليا أصدقاء و أحباء كتير , و منهم ناس انا ماكنتش واخدة بالي منهم. 
حتى هي, صديقة عمري, استعدتها تاني يوميها. لأن غيابها وجعني و وجعها, و لأن أول مرة من كتير نطفو فوق كل الوجع و نتحامى في ذكرياتنا و حبنا "الغير مشترط" لبعض 
تاني يوم أخدت قرار اني محتاجة  أجازة الاقي تفاصيل قصتي اللي تاهت مني. ارجع لفقاعتي : مزيكا, و خلايا و معمل, و قبة جامعة القاهرة بنورها, و خيالات عن حب و عيال كتير.
لأن وجود البنت دي, بخيالاتها و فراشاتها, هو اللي بيضمن ان البنت التانية تقدر تحتضن قصص أكتر و أوجاع اكتر و تلونها.

نَفَس
وقت مستقطع
حبة شمس و مياه و مزيكا ... و نكمل الرحلة 

 أغنية المرحلة : " بالمظبوط "  :)

الخميس، أبريل ١٢، ٢٠١٢

حتى الفراشات تنضج أحيانا!

Photo of the movie : 500 days of summer


عندي هوس بالحكايات. حياتي لقصص و مشاهد, تناتيف تتجمع جنب بعض و تؤرخ حياة بنت هبلة, بتحلم بالحب من أول ما اتعلمت تركب مواصلات لوحدها :)

يومها كنت باكتبلك في دماغي التدوينة دي. مش فاكرة ايه اللي فكرني. يمكن كانت أغنية, او يمكن لأني الأيام دي بادخل في نوعية خناقات من اللي غالبا كنت أحب اخد رأيك فيها. مش عارفة. اللي عارفاه اني كنت باكتبلك في دماغي و فجأة كل حاجة حصلت بسرعة, ازاز بيطير, حاجتي بتتسرق, بانزل أصوت و بارجع العربية أعيط و جسمي بيترعش و بأكلمك.

التدوينة أهي, زي ماكانت في دماغي:

هاكتبلك هنا و عارفة انك هتقراها, ممكن كمان شهر, او سنة, او بكرة على طول, بس أكيد هتقراها.
حاولت أفتكرلنا مرة كنا بنتمشى فيها في الشارع بروقان و ماعرفتش. شوفتنا في دماغي ماشيين مستعجلين, أو حد فينا سرحان في حاجة في باله, او بنتخانق. المرة الوحيدة اللي افتكرتها كانت بعد اما سبنا بعض, يوم اما لقينا الجرافيتي اللي عجبنا اوي " كيف أشفى من الياسمين؟ " فاكر؟ يمكن دي المرة الوحيدة اللي كنا فيها أصحاب.

ساعات بأفكر اننا سبقنا الأحداث, غمرتنا مشاعر قوية و ملهمة زي القصص و تخيلنا انها برعم لقصة حب , لكن عمر ماكان هيبقى في فرصة حقيقية للحب ده تنبتله جذور لأن عوالمنا بتتطاحن.
و ساعات بأفكر ان لأ, اللي حسيناه كان حقيقي, حتى لو كان خاطف جدا, زي البرق.
اللي متأكدة منه ان لحظتها كان حقيقي و صادق و ملون, و مافيش حاجة شاركناها حد مننا غش التاني فيها.

ساعات باضحك علينا. الاتنين اللي أغنيتهم تبقى " كان مالك يا حب و مالي" لازم يبقى نهايتهم درامية كدة طبعا :)


 أنا بس نفسي لما أحط ايدي على بطني و أفتكرك ما اتوجعش, ما افتكرش فراشة طفاها برودك و عدم اهتمامك. ما افتكرش  احساس بالتوهان و التخبط كنت محتاجة لمواجهته طبطبة شريك يخفف وجع خسارتنا.

نفسي أخليك تشوف الدنيا بعدستي يمكن تفهم هوسي.
بيني و بينك, أغاني و قصص و أحلام جديدة اتكونت و رقصات رقصتها من غيرك و فراشات غويتني. مش باحاول أعيد احياء شعلة انطفت, لكن باحاول أحافظ على وهج خفيف يبقالنا, وهج يخلينا لما نتقابل بالصدفة في الشارع أضحكلك من قلبي على التناتيف اللي بينا, و اسلم على حبيبتك بابتسامة حلوة و رايقة و أنا ممتنة انك لقيت معاها باقي الاحلام اللي أنا و انت ماعرفناش نلونها مع بعض في عالمنا.

هو فعلا فراشتنا مش كفاية اننا نطفو بنعومة لمساحة فيها ود و دفا اتنين كان بينهم عشرة؟

أنا فعلا كل اللي عايزاه فراشتنا تهمد و تكن كدة و و تقعد في ركن تسمع مزيكا بروقان.

كل اللي عايزاه نهاية دافية لقصة حلوة!

الأربعاء، أبريل ٠٤، ٢٠١٢

حلاوة روح؟

رجعت أنام زي الكائنات الطبيعية, و أصحى مع النور منتعشة و متحمسة
الكوابيس سابتني. مابقيتش باسمع صوت سرينة الاسعاف في خلفية أحلامي, ولا باشوف بيادات بتهبد على أجسام أصحابي, ولا باحس ببرودة 
معدن بنادقهم على صدري.

السؤال المهم بقى أنا فعلا اتحسنت و لا دي حلاوة روح؟ 

الاثنين، مارس ٠٥، ٢٠١٢

وجع الحياة

بقالي فترة باستقطع بضع دقائق كل كام يوم أعيط. نوبات عياط متقطعة كدة كل واحدة كام دقيقة عالسريع في وسط زحمة الاحداث.
مش دايما بيبقى في أسباب واضحة, لكن طوال الوقت حاسة اني مشحونة بعياط شهور و محتاجة اتهبد هبدة تطلع كل العياط مني فيتزاح الثقل ده من على روحي و أعرف اتنفس من جديد

أكتر مرة فاكراها كانت في الأحداث الأخيرة. في وسط معركة محمد محمود قعدت على الرصيف, راسي بين ايديا وعيطت. ربع ساعة كاملة باعيط لوحدي في وسط قنابل غاز بتطير, و هتافات و خبط على الحديد, و صوت خرز الخرطوش و هو بيخبط على الرصيف حواليا. 
تلكيكتي كانت سهلة, لو حد سألني هاقولهم الغاز المسيل للدموع!

تفتكروا في حد أقصى للقصص الموجعة اللي ممكن قلب واحد يساعها و بعدها بيبقى لازم روحك تقوم بحملة تطهير و تلفظ كل الوجع في نوبة عياط طويلة ؟
ولا ممكن أفضل في الحالة دي على طول؟ كل يوم أحس روحي بتتمدد عشان تستوعب أكتر, كل يوم أحس جدران روحي أرق من اليوم اللي قبله و الوجع بينفد جواها بسلاسة أكتر؟

كأن استقبال الوجع بقى طقس يومي 
كأن الوجع بقى مكون طبيعي من تكوين روحي.

فان أسباب الوفاة كثيرة من بينها وجع الحياة

                                           محمود درويش 

الأحد، يناير ١٥، ٢٠١٢

ربما


مسافات تفصل بيني و بين الأحباء و الأصدقاء.
علمني ميدان التحرير أن احتمي بوحدتي و أتكئ على الغرباء في لحظات ضعفي. أستمد قوتي من أم أحمد, أم حسن, أخو عصام , أبو عادل و رفاق تويتر الغرباء.
أعطاني الكثير لكنه سلبني أصدقاء عمري


أعلم انني لم أكن أبدا "نفسي التي اتطلع اليها" أكثر من الان. مستقلة, قوية , تتسع فقاعتي لاستيعاب دفق مستمر من القصص الموجعة و رغم ذلك لا أنحني الا قليلا  ... لكني وحيدة.

في أثقل لحظات اليوم أجدني أبحث بين الأرقام المسجلة على هاتفي عن اسم يبعث في قلبي الطمأنينة و اتوه في اسماء يسبقها " معتقل" " والد شهيد" " محامي"  و ينتهي بي الحال هنا في مدونتي.

ربما استرجع ذات يوم  قدرتي على الحديث و الفضفضة مع الأصدقاء و استعيد أحلامي الملونة و خطواتي الراقصة.
ربما أتذكر وصفتي للنوم ساعات بلا انقطاع أو تلك التعويذة التي تزيح عني ثقل سنوات و  تحملني على ظهر يعسوبة لخيالات بعيدة.

ربما يأتي يوم و أستعيد نفسي التي فقدتها هناك على عتبات المشرحة.

الاثنين، يناير ٠٩، ٢٠١٢

أشباح ديسمبر

أخر صورة صورتها قبل القبض عليا أنا و اللي معايا

من ساعة أحداث مجلس الوزراء و أنا النوم مجافيني
حاولت أول كام يوم أتحداه, بس النتيجة اني كنت باقعد في السرير بالساعات مش عارفة أنام, فاستسلمتله و بطلت أقاوم

بقى طقس كل يوم: أعمل حاجات كتيرة من بعد منتصف الليل لحد بعد الفجر, أشغل نفسي في تويتر, تدوينات, مراجعة أوراق قضايا, و محاولات عبثية لاسترجاع شغفي بالعلم, كل ده و أنا مستنية النوم يرفق بحالي و يخطفني على غفلة.

من مكتسبات انك تبقى بنت و بتكبر في بلد جزء أساسي من تجاربك اليومية هو التحرش الجنسي في الشارع, انك بتطوري 
طرق دفاعية لتقليل من تأثير ده عليكي. واحدة من الحاجات اللي اتعلمتها, اني بطلت أشوف وشوش الناس و افتكرها.
في الشارع, الناس حواليا بيبقوا كتل شفافة. الجانب السئ في ده, اني لما بقيت في ايد ظباط بيضربوني و بيشتموني, نسيت أفكر نفسي  أبص في وشوشهم كفاية عشان أفتكرهم, و على طول حولتهم لكتل شفافة و ما شوفتهمش!

فاهمة اني محتاجة أقعد مع نفسي قعدة أكتب فيها شهادتي عن يومها, وافتكر كل تفصيلة.
كل شوية بافتكر حاجة كنت ناسياها
من كام يوم افتكرت اني ما ردتش على أي حاجة هم وجهوهالي جوة مجلس الوزراء, بس قمة العبث ان الكلمة الوحيدة اللي نطقتها بشكل عفوي كانت "شكرا" !!

و احنا جوة, عسكري جاب ازازة مياه و حطها قدامنا. اوعوا تفهموا غلط انهم عملوا كدة عشان شافونا بني ادمين. خالص. عملوا كدة و هم عمالين يتريقوا " المياه مافيهاش سم ما تقتلقوش" " اشربوا عشان ما يقولوش اننا عطشناكو" ... وقتها دماغي كانت سارحة في حتة تانية, و ماطلعنيش من سرحاني غير السكتش المسرحي اللي عملوه عن موضوع المياه دي, و هم بيزقوا الازازة ناحيتي بشكل عفوي  قلت "شكرا" !! لما افتكرت ده من يومين اتعصبت من نفسي جدا, هو ده يا فالحة اللي طلع منك جوة! شكرا! خرة خرة خرة


أسوأ حاجة في التجربة مش اللي حصللي, لأن الحقيقة ان اللي حصلي ولا حاجة جنب اللي شافوا ناس تانيين كتير على ايد الجيش جوة مجلس الوزراء, أو مجلس الشعب أو حتى في الشارع. 
بس بشكل شخصي أسوأ حاجة رحلة الاحتمالات اللي بتعملها في دماغك!
 من شهر مارس و أنا قاعدة باسمع قصص تعذيب مواطنين على ايد الجيش, و فجأة انا في ايديهم, كل الاحتمالات ممكنة! و انك تمر بكل الاحتمالات دي في دماغك هو بالنسبالي أكتر جزء مرعب.

قلتها قبل كدة و محتاجة أقولها تاني " انا كنت أجبن واحدة فيهم" و أول ما خرجت قعدت أدعي ان كل اللي كانوا معايا ( ماما خديجة, الست المنقبة, الأم الهادية, البنت اللي في العشرينات, الشابة اللي كانت جنب ماما خديجة, الطفل, الصحفي) ما يشيلوش مني على جبني و صمتي.
بس كمان اتعلمت ان مهما كانت تصوراتنا عن لو اتمسكنا هنتصرف ازاي, و مهما كانت تصوراتنا و احنا بنسمع قصة انتهاك اننا فاهمين الضحية و قادرين نحط نفسنا مكانها و بالتالي نصدر أحكام على تصرفاتهم بعدها, مش بالضرورة كل التصورات دي تطلع حقيقية.

في وسط كل التفاصيل التايهة و الملامح الضبابية لليوم ده في حاجات فاكراها كويس

فاكرة الضرب, فاكرة اني ما توجعتش. 
فاكرة أحمد عزت و هو ماسك فيا و بيقوللي " ما تسيبينيش يا أبلة"
فاكرة ضحكة كل واحد فيهم
فاكرة راجل بدقن و بلبس عادي و هو عمال يشتمنا بأقذر الشتايم
فاكرة و هم بيضربوا البنت
فاكرة تتابع الأقلام على وش ماما خديجة
فاكرة اني كان مسيطر عليا فكرة واحدة بس " اطلع موبايلي و اكتب تويتة  " أنا مرعوبة"