قبل الثورة كان عندي خط واضح مرسوم لحياتي. حلم دايما بيحركني, و كل تفصيلة في الطريق له انا رسمتها بعناية.
هوسي كان شغلي, عالمي اللي فيه خلايا و جينات و حسوكة بالساعات عشان تظبط تجربة.
كان المعمل مساحة سعادة دائمة ليا. بالذات آخر اليوم, لما كله يمشي, و اسهر اشتغل براحتي و بايقاعي اللي مريحني و مزيكتي اللي بتلهمني.
كنت عارفة كمان سنتين هاروح فين, و هارجع امتى.
و كان عندي قدرة مرعبة في كتم صوت اي حاجة ممكن تشتتني, حتى لو كان الحب
الثورة جت و شقلبت حياتي
فجأة شخصية تانية ظهرت, أحلام جديدة و مسؤوليات مختلفة. شخصية فاجئتني و انبسطت بيها في حاجات, بس مش عارفة ليه دايما حاسة انها مش اناز كأني بالعب دور مرسوم لحد غيري, مش ليا
و فجأة الطريقة اللي انا رسمت كل تنتوفة منه بتأني جدا, اتمسح, اتشخبط عليه. و اترسم بداله طريق تاني و رغم اني مش عايزة أكمل فيه, بس الحتة اللي فيا اللي كانت بتعرف تطفي كل الأصوات اللي بتحيدني عن حلمي و مساري, اتكسرت.
كل يوم اصحى الصبح بقرار صارم, ان ده اليوم اللي هاستعيد فيه قوتي و هارجع أنا احدد مسار حياتي و ألوانها. و كل يوم بالليل أدخل السرير مثقلة أكتر و أكتر باحساس اني ضاع مني تماما مسار أحلامي
عمري ما حسيت بالتخبط و الثقل و العجز زي الأيام دي
عمري ما تهت عن نفسي زي الأسابيع و الشهور اللي فاتت
سنة كاملة باقول لنفسي "ده وضع مؤقت" , لحد اما فات بعد السنة شهور كمان, و ابتديت استوعب. ده مش وضع مؤقت, دي حياة تانية كاملة, بقالي سنة مجمدة كل أحلامي و تصوراتي على أمل ان ده وضع مؤقت, اقدر في يوم انفض عني الثقل و اصحى استكمل نفس مسار حياتي من نفس الحتة اللي سيبته عندها يوم 24 يناير 2011.
حمارة فعلا. باتعامل مع الدنيا على انها بلاي ستيشن و على حياتي على انها مرسومة بقلم رصاص في كشكول, اقدر كل شوية ارجع في الصفحات و امسح و اعيد رسم التفاصيل, حتى لو هتسيب اثر خفيف يقول "كان فيه خط هنا"
التدوينة دي محاولة لاجبار نفسي على الاعتراف بغضبي
من نفسي
من حوستي
من حالة الارهاق الدائمة اللي فيها
بس الأسوأ: من استسلامي لها
طول عمري باقول اني باتجنن من الناس اللي بيتعاملوا على انهم قلالات الحيلة و هم في الحقيقية ماحاولوش. و دلوقتي انا باعمل كدة. سايبة نفسي اطفو و مستسلمة للدنيا بدل اما اقف و اقاوح اتزرزر و اجبرها تتلون بالوان خيالاتي أنا
لطشة!
كفاية مرقعة يا منى!
هناك تعليقان (٢):
فعلا كل حاجة فى حياتنا اختلفت من بعد الثورة بس لى اول مرة نحس اننا بنعمل حاجة مفيدة فى حياتنا و لها قيمة بس يارب نعرف ننهيها صح و متبقاش زى الثورات السابقة
6.دهب تمدك بأفضل الكفاءات التى تدفع عملك للأمام. لا تعرض مشروعك وعملك لمخاطر أخطاء المبتدئين وعديمى الخبرة. العمالة المصرية هى الأفضل والأمهر ونحن نوفر لك منها كل ما تريد. ابتداءاً من العامل إلى أكبر خبرات ، دهب تتكاتف من أجل مساعدتك. دهب تعمل معك دعماً ومساندةً فى كل خطوة. دهب .. الإختيار الأمثل للوصول للقمة.
إرسال تعليق