الخميس، فبراير ٢٧، ٢٠١٤

مين يسأل علينا


لو تروح و تقول مسافر, مين يسأل علينا 
مين يسأل علينا
عدسة إسلام أمين

علاء
الحب الاول
مرة زمان و أنا صغيرة جدا قلت بكل براءة "اما اكبر هاتجوز أخويا" كان الهدف من العبارة اني أضمن انه هيفضل قريب مني للأبد
كبرت و فهمت بعدها حقيقة العلاقات, و فهمت ان علاء –طول ما هو يقدر- هيفضل معايا و جنبي

عمرنا مات و لا عايش
مين يسأل علينا 

أوقات كتيرة من فترة مراهقتي كنت غضبانه منه, غضبانة من تمرده الدائم, غضبانه من  تحديه الدائم للقيود الاجتماعي, انه دايما بيزق السقف

وقتها كان هوسي الأساسي ان الناس تتقبلني, الكل يحبني, اني امتزج مع كل تصوراتهم عن "الصح" و "المقبول" اني اتبنى مفاهيمهم عن "العيب و الغلط" و وجود أخ زي علاء كان مبوظ الوصفة.
و أما كبرت, بقينا أصحاب, و اكتشفت: كتير من الدروس المهمة في حياتي ابتدت بتعاليم أخويا.
ان الواحد يعرف يعلم نفسه بنفسه
ان الواحد ممكن يبقى المجتمع لافظه, نظام التعليم مبططه, بس هو عنده شغف بحاجة و يعلم نفسه و يبقى شاطر فيها بشكل متفرد
ان الواحد ممكن في كل لحظة من حياته المهنية يبقى شغله نضال. ان يبقى كل مجهود بيحطه في شغله بيستثمر في نفس الوقت في تحرير المعرفة, اتاحة المعلومات للجميع, ان العلم و حصولك عليه و التكنولوجيا ما تبقاش مرتبطة بمستواك الاجتماعي و علاقاتك و امتيازاتك الاجتماعية.
و ان كل الأسئلة مباحة, من حقك تعيد التفكير في كل حاجة
واجبك تتحدى السلطة
ان المواطن العادي الضعيف لا يحمل نتيجة قمع السلطة لو تحدى جبروتها. و ان واجبنا نوفرله وسائل تساعده في النضال, و نقدمله حماية إن أمكن, و ان أمانه و كرامته مش مفصولين عن أمانا و كرامتنا, و نضاله من نضالنا.
 
علمني علاء ان أحلى حب الحب المعجون بالصداقة
أكتر من نص عمري قضيته حوالين منال و علاء.
 اعترف, الأول كانوا بيجننوني!
 ماعرفش ازاي ممكن اتنين يبقوا حقيقي بيقضوا كل الوقت ده بصحبة بعض من غير اما يتجننوا و حد فيهم يرمي التاني من الشباك.
لكن مع مرور الوقت كبرت و كبر حبهم حواليا و فهمت. 
شراكة لحظات اليوم 
تفاصيل الحلم
دفئ الصداقة
رحلات السفر
ساعات العمل معا
دلو علاء و منال
خالد
و بخالد تبدأ رحلة جديدة ... بها من الحب ما يفيض ليشملنا



فى المسا زى الصباح
واللى جاى فين
واللى راح
خدنا إيه غير الجراح


حبسك قطم روحي
كل اما احس اني هاتجنن لو ما اتكلمتش معاك ادخل ادور على تغريدات قديمة بينا او ايميلات و أحاول اتونس بكلماتك.
مرعوبة يا علاء
مرعوبة ده يبقى الحال لكتير
مرعوبة الفراق يطول
بس مرعوبة أكتر اعتاد الوجع. الوجع بيفكرني ان الوضع ده مش طبيعي, ان حرمانا منك شئ قاسي و أكيد مؤقت. ما ينفعش يبقى عادي. صح؟ 

فجأة افتكرت
مرة كنا عاملين مؤتمر للتضامن مع معتقلي اعتصام العباسية, و جالنا أم و أب كبار في السن معاهم صورة ابنهم مفقود. وروني الصورة و ابتدوا يحكولي عنه و هم بيدمعوا. اسمه شريف سعيد, عمره 19 سنة, مش عارفين نلاقيه, سمعنا انكو بتدوروا على المفقودين, ناس ولاد حلال دلونا عليكو
مش عارفة ايه اللي فجأة خلاني اسأل. " امتى بالظبط اختفى" و الرد جالي " أبريل 2000"
يعني من 12 سنة – وقت اما قابلوني- لكن كلامهم عنه كأنه مختفي الأسبوع اللي فات, الجرح صاحي و الأمل في لقاء لسة عايشو و رغم مرور 12 سنة على غيابه بالنسبالهم هو لسة ابنهم اللي عنده 19 سنة و الثورة جددت أملهم في انهم يلاقوه.
خايفة احاول اتصور حالهم دلوقتي.

خدت حسك من بيوتنا
مين يقول انك تفوتنا 

آخر سنتين طورت طرق دفاع تخليني أعرف اتعامل مع كم القسوة اللي بقت مفروضة على تفاصيل حياتنل اليومية. فقاعة بتعزلني عن البني ادمين اللي ممكن يجبروني ادوس على الجرح, لأني مش متأكدة اني قوية كفاية لتحمل الوجع
بادخل قوقعتي و استخبى, كل اللحظات المؤلمة بادفسها بسرعة في ركن مظلم جوايا. كل أما الثقل يزيد و أحس جناجاتي هتتقطم اتكرمش جوة نفسي أكتر. في لحظات العزلة دي اكتشفت ان شخصين بس اللي بيقدروا يوصلولي و طبطبتهم مش بتكسرني. انت و عمرو
و اكتشفت اني باعتمد دايما على انكو –لوحدكو من غير اما اقول- مراقبني عن قرب و بتلحقوني دايما و انا على حافة الانهيار.
مكالماتك بالليل "مين اللي مزعلك بس؟"
تغريداتك "سيبوا البت أختي في حالها" أو " أنا بقى فخور اني علاء أخو منى" :)
لما فجأة بتقرر تعدي عليا و تشاركني واحدة من مشاويري الكئيبة لمحكمة أو قسم أو مشرحة
  
بتيجي عليا لحظات كدة, امسك الموبايل عشان  أكلمك افضفضلك
أو ابقى واقفة عند محكمة بقالي ساعات و لوهلة انفصل عن حقيقة اللحظة و اتصور انك ممكن تعدي عليا
لما بافتكر
لما باشوف في خيالي بوابة السجن 
بتخبطني حقيقة اني استنفذت كل حيل مقاومة وجع فراقك

فاكر لما مدحت قوتي في تحمل المآسي ؟
ما تختبرش قوتي بحبستك يا علاء.
 تعويذتي انهزمت عند بوابة ليمان طرة.


قلنا لما انبح صوتنا
مين يسأل علينا
مين يسأل علينا!