الأحد، مايو ١٨، ٢٠٠٨

بلا نيلة


فيه مرحلة مؤلمة من مراحل النضج الواحد بيتعلم فيها يرمي الاحلام الطفولية و يفتح عينه على اخرها و يشوف حقيقة الدنيا

الحمورية ان الواحد ياخد كل الوقت ده فى انه يوصل للمرحلة دي لأنه بكدة كل اللي بيعمله انه بيعذب نفسه زيادة بدون اى مبرر


مافيش حاجة باقية, اول درس الواحد بيتعلمه لما يكبر
و مافيش حاجة تستاهل
اللى موجود النهاردة, ممكن يروح من الواحد فى لحظة و هو نايم و مش واخد باله
اه هيتوجع, و ممكن الوجع ياكل فيه من جوة و يحس انه فوق طاقته, و يتهيأله انه لا يمكن يتغلب عليه
بس هييجي يوم, هيصحى و مش هيعرف يفتكر كان بيعيط على ايه اليوم اللي قبله

و اللي راح هييجي غيره كتير, و غالبا كلهم اسوأ منه
يبقى الصياعة ان الواحد مايخليش حاجة توصل لجوة, كله يبقى سطحي, فلما يبعد يسيب خدوش بس. و الخدوش حلها بسيط, نقطة ميكركروم و هى بتروح لوحدها اصلا



الجمعة، مايو ٠٢، ٢٠٠٨

عن البحر و خرافات اخرى




زمان و انا صغيرة كنت باكلم البحر

ايوة باكلمه, و كان بيسمع كلامى
اقول له اعمل امواج كتيير... اليحر يثور و يتحول كله لرغاوى بيضا , ارمى نفسى جواها و اسيبها ترقصنى و ترمينى من مكان لمكان
اوشوشله بالراحة عشان يهدى... يسمع الكلام و يبقى حنين عليا و بالراحة يشيلني على سطحه و يسيبنى انام

ماهو انا فى الاصل مش زيكوا, انا فى الاصل كائن صغنتوت من البحر, شرد على الارض من باب الفضول.
كان نفسى اقابل ناس جديدة و اكتسب الوان مختلفة, فطلعت من المياه و سرحت
من ساعتها و انا باتخبط و الدنيا بتلعب بيا
حبة ابقى مبسوطة و الالوان تسيح فى دماغى. اسمع موسيقى جايالى من بعيد تلف حواليا, تستقبلها الاول اطراف شعرى فتتحول لشرايط شوكولاتة دافية تبلعنى جواها
و حبة ابقى زعلانة و محبطة, و اشوف الوانى بتتسرب منى, احاول امسكها و اقفل ايدى عليها بس بالاقيها بتسيح و تهرب من بين صوابعى

حاولت افتكر انا كنت انهو كائن فى المياه بس مااعرفتش
فاتت سنين كتير و انا اتغيرت و ذكرياتى عن حياتى قبل كدة بقت مشوشة
هو انا اكيد كنت من الكائنات اللى بتعيش قريب من سطح المياه, عشان انا جزأ منى من الشمس, و لو غابت كتير عنى جناحاتى بتكرمش و بتتكسر حتى من احن لمسة

ايه ده! انا قلت جناحات, يبقى انا اكيد كان عندى جناحات وقتها لانى دلوقتى مش شايفاهم, و لو ان اللى يدقق فى تفاصيل ضهرى هيلاقى ندبتين صغيرين زى الوشم ملونين فى ضهرى , و عمرى ما كنت عارفة هما ايه .اكيد هما بواقى جناحاتى, او الاحلى من كدة يمكن دول براعم لجناحاتى الجديدة و لازم بس اكتشف طريقة انبتهم تانى

كمان انا اكيد كنت كائن مايص, حد كدة بيتمرمرغ فى الطينة الصبح و يتشمس , زى سيد قشطة كدة مثلا او كلب البحر. شبههم يعنى بس مش زيهم بالظبط, لانى صغير و عندى جناحات
و كمان لانى سريع جدا و كنت باتنقل من مكان لمكان, ماهو عشان كدة انا عندى حكايات كتير بابقى عايزة احكيها, و صور كتيرة فى خيالى عن احداث حصلتلى او حصلت لحد شبهى .ماهم بيقولوا عليا رغاية
و بعدين جايز يكون ده كمان السبب اللى ورا انى بازعل لو حد مااعرفهوش كشر فى وشى فى الشارع. مش جايز يكون كان قنديل بحر قابلنى قبل كدة فى المياه بس مااخدش باله . يعنى ممكن نطلع معارف, طيب ليه التكشير!!!

بس كأن بمرورالسنين بافقد حبة حبة اتصالى بالمياه و الشمس و الطين
من كام يوم وشوشت البحر و رميت نفسى جواه و انا مغمضة عينى و مطمنة
حسيته بيطبق عليا, سمعت نفسى بيزيد كأنى مقفول عليا فى صندوق مكبر للصوت
حسيت الميه بتبلعنى جواها , وفجأة لفظتنى لبرة على الرملة كأنى جسم غريب عنها
و الشمس هربت منى و استخبت ورا السحاب
و حسيت بوجع سخن في الندبيتين اللى فى ضهرى
جريت على البيت و بصيت على ضهرى فى المراية, لقيت جرحين صغيرين بينزفوا الوان