كنت فاكرة اني اختبرت كل درجات الحزن
لحد الفترة دي
فيه سحابة سوداء بالعاني تماما
بأصحى من النوم حاسة كأن حد ربط تقالات مثبتة كل حتة في جسمي مكانها
الصحيان محتاج مجهود
شايفة الشمس برة، عارفة بيقين حاد ان لو خرجت وقعدت تحت نورها هأحس احسن كتير، لكن الكام خطوة المطلوبين عشان ده يحصل أصعب على جسمي وقلبي من مشوار طرة الأسبوعي
لما أخدوا علاء تاني حسيت حد داس زرار ريستارت
كنت مرهقة بس الغضب كان بيحركني كل يوم وكل مشوار
كنت مصدقة اني قادرة على كل الرحلة كأننا باديين من الأول
سجن، نيابة أمن الدولة، مكاتب مختلفة لتقديم شكاوى، بيات قدام بوابة السجن، شيل شنط وجر شنط، طاقة أضعاف أي حاجة اختبرتها من سنين انفجرت جوايا
بس قدام كل يوم أو يومين لف ودوران عشان علاء
يومين أو تلاتة متسمرة في السرير حاضنة قطتي بأحاول اشجع نفسي أخرج من الأوضة
بعدين الغضب تحول لصديق دائم في يومي وبطل يبقى مصدر طاقة تدفعني للشارع
فات شهر واتنين وتلاتة والارهاق حكم قبضته
بقت حتى مشاوير علاء محتاجة مني مجهود مضاعف
مكالمة محامين أصدقاء لاستفسار صغير جدا بتتطلب اني أحايل نفسي بالساعات
رسايل دعم من ناس أعرفهم وماعرفهمش بتاخد مني ساعات وأحيانا أيام عشان بس استجمع طاقتي وافتحها مابالك بالرد عليها
رسايل تخص ظروف علاء وكل اللي معاه في نفس السجن، مجرد التفكير في كتابتها و ارسالها بيحسسني اني شايلة اضعاف وزني على كتافي
حتى السؤال "علاء عامل ايه" بقى ثقيل فوق الوصف
ثقيل لأنه ماهما جمعت مشاعري وطاقتي مافيش اجابة حقيقية وافية
وماحدش من اللي بيسأل قد اجابة حقيقية وافية
انتو بتسألوا السؤال عشان تقولوا ان علاء في بالكم، وأنا عارفة ان علاء في بالكم
بس في اللحظة دي- ومدركة قد ايه دي قسوة مش في محلها- سؤالكم واجابتي مش فارقة في حاجة
السؤال دايما بيتسأل في لحظة محتاجة اجابة مقتضبة وأي اجابة مقتضبة هتبقى مالهاش معنى
وأنا أول ما باسمع السؤال بابقى عايزة أي زرار أدوس عليه يمحي السؤال ويغير الموضوع
علاء عامل ايه؟
أحسن من غيره، دايما أحسن من غيره لأن ماهما كان الظلم اللي بيتعرض له فيه بني ادمين تانيين على بعد خطوات بيتعرضوا لظلم أسوأ وأسوأ
علاء عامل ايه؟
مبهر
علاء بالنسبالي دايما مبهر، مبهر قدرته عالصمود، مبهرة طيبته، مبهر قد ايه بيعدي بموجات غضب بس ما بيسيبهاش تحكم تماما سيطرتها على حياته ومستقبله
مبهر قد ايه قلبه مليان حب رغم كل اللي مر وبيمر به
بس عارفين أكتر حاجة معلقة في دماغي الأيام دي بدون مبالغة؟
علاء بردان
اخر زيارة علاء كان بيترعش أول نص ساعة في الزيارة. سألناه وأصر اننا ما نقلقش وانه بس عشان لسة صاحي من النوم وجسمه مالحقش يدفى، وكان مهتم اكتر يتكلم ويحكي ويعرف مننا أخبارنا وأخبار العالم
علاء قالي ما اقلقش بس أنا قضيت الزيارة كلها باتفرج على جسمه وباحاول أقاوم صورة فيها اني باهبد على أم الازاز اللي بينا لحد ما اكسره ونلف شال حواليه
علاء قالي ما اقلقش بس أنا عارفة اني في بيتي بردانة، وأنا عندي كل احتياجاتي من بطاطين ولبس ودافاية وجواكت وسرير
علاء قالي ما اقلقش وأنا السواد بيبلعني لما ابعد عن الشمس كام يوم، وهو بقاله 3 شهور كاملين ما قعدش 5 دقايق في الشمس
علاء قالي ما اقلقش بس أنا قلقانة وزعلانة وغضبانة وقلبي مش مسامح كل حد مسؤول وكل حد ساكت على اللي بيحصل لعلاء ولكل اللي في السجون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق