" ممكن تخللي الحزن يقسيكي, و ممكن تخليه ينعمك...انتي اللي بتختاري"
الان استرجع كلامها و اتسلح ب "نعومة" احزاني
احتضن بداخلي طاقة من الحزن.
حفنة أحزان خبأتها في ركن دافئ صغير و دثرتها بوهج انتزعته من الميدان
أراني أقف هناك وحدي, أراقب ألسنة النيران المتطايرة, و الأحجار المتدافعة تجاهنا. على يميني شجرة تحترق, و من خلفي حطام سيارات و أحجار متناثرة على مدى البصر.
يتعالى الصياح, التكبير, صوت الميكروفونات, دوي رصاص ,طرق على المعادن,على الحطام, على اجسادهم,و في رأسي ... و وسط كل ذلك صوت سرينة عربة اسعاف يخفت و هي ترحل سريعا.
في تلك اللحظة اكتسبت مساحة من الحزن ظلت -الى الان- تؤنس لحظات يومي وتلون ترانيم منامي.
في تلك اللحظة ارخيت قبضتي على أوتار تربطني بأصدقاء منذ الطفولة, و فقدت البعض.
في تلك اللحظة الفت وحدتي و نبتت لي جذور جديدة وطدت علاقتي بالميدان...بالوطن.
في تلك اللحظة حلمت بطفل أنجبه, بكف صغير يلامس خدي, بقصص أحكيلها له, و بابتسامة خالد سعيد تبارك أحلامه.
الان يغمرني الحنين لتلك اللحظة... للميدان... لنفسي التي كانت هناك