من المعروف ان الرجال هم فى الاصل نساء معدلين جينيا, اى ان الجنين الذكر فى خلال تطوره يسلك نفس طريق تطور الانثى باشراف كروموسوم x , ولا يأتى التغيير فى اتجاه التطور الا باستيقاظ كروموسومy و ارساله اشارة بدأ صنع رجل :)
فى مرحلة الاخصاب و اندماج البويضة و الحيوان المنوى, ينقل الى الجنين مادة وراثية مخلطة من الابوين, باستثناء مجموعتين من المادة الوراثية يستمدهما الجنين من مصدر واحد.
الميتوكوندريا, و التى تنتقل من الام فقط الى جميع الابناء
كروموسوم Yالذى ينتقل من الاب فقط الى الابناء الذكور
برغم ضعف كفاءة الميتوكوندريا وراثيا لحد ما, الا ان كروموسومY فى حالة يرثى لها من انعدام الكفاءة, و العرضة للتشوه.
يحتوى كروموسومY على الاشارة الجينية SRY, و التى تعطى الامر بتغيير مسار الجنين من الانثى الى الذكر, بجانب الجينات اللازمة الانتاج حيوانات منوية قادرة على الاخصاب
و لكن لماذا اصبح كروموسوم Y اكثر عرضة للتشوه عن باقى الكروموسومات؟؟
فى الاصل كان Y كباقى الكروموسومات يحتوى على جينات مسئولة عن عديد من العمليات البيولوجية, مثله مثل كروموسوم Xحاليا. ثم تغير كل ذلك, يعتقد, بحدوث طفرة صدفة, فى احد اسلاف الثدييات منذ مئات ملايين السنين, ادت الى جعل كروموسوم Yالمسئول عن تحديد جنس الجنين... و من هنا بدأت رحلة تدهوره
وجود هذا الكروموسوم فى حالة منفردة, يحد جدا من قدرته على تصحيح اى خطأ يحدث به, لأنه بذلك يفقد تواصله مع الكروموسومات الاخرى و بالتالى يفقد المشاركة فى الميكانيكيات التى تحدث اثناء انقسام الخلية, و اثناء تضاعف المادة الوراثية DNA و التى تتيح فرص لتخطى اى تغير او تشوه حدث فى الكروموسوم
تدريجيا و بمرور الزمن, شوهت ملامح هذا الكروموسوم, و فقد فاعلية آلاف الجينات التى كان يحتويها, الى ان تبقى اقل من مائة جين, معرضين لنفس الخطر الذى اهلك الاخرين
كروموسومY هو الوحيد من جميع كروموسوماتنا الذى يظل منفرد داخل الحيوان المنوى الى ان تتم عملية الاخصاب, و بالتالى هو عرضة لكثير من الاخطاء, نتيجة الكم الهائل من عمليات تضاعف المادة الوراثية المطلوبة لانتاج يوميا ما يقرب من 150 مليون حيوان منوى. و كأى عملية تتطلب تصنيع منتج ما باعداد مهولة فى وقت قصير, فان نسب الخطأ تكون كبيرة جدا.
يتضح اثر ذلك جدا عندما نجد ان 7% من الرجال غير قادرين على الانجاب , و ان ما يقرب من ربع هذه الحالات سببها نابع من طفرات جينية جديدة حدثت فى كروموسومY , سببت تعطيل لاحد جيناته القليلة الباقية
ليس هناك ما يدعونا ان نظن ان الوضع سيتحسن, فهذا الكروموسوم مازال خاضع لنفس العوامل التى ادت الى فناء الجزء الاكبر من جيناته
و اذا ظل على هذا الحال, سيفقد تدريجيا الجينات القليلة الباقية, الى ان يفقد SRY و بذلك ينتهى هذا الكروموسوم تمام, و معه ننتهى نحن البشر
نحن لسنا الجنس الوحيد الذى سيرغم على مواجهة هذه المشكلة, و محاولة التغلب عليها, فهناك الكثير من الحيوانات الاخرى التى ستواجه نفس المعوقات التى قد تودى بها الى الانقراض, بل انه ليس من المستبعد ان يكن هذا احدى اسباب انقراض بعض الاجناس من قبل. ما يميزنا عن تلك الاجناس الاخرى, اننا نعى ما ينتظرنا, و بالتالى نستطيع ان نبحث عن طرق للتغلب عليه.
هناك ٣ تعليقات:
الخبر ده قاله رسول الله أنه يأتى زمان تكون نسبة الرجال الى النساء رجل لكل خمسين إمرأه يعنى لا تقلق مش هننقرض ولا حاجه كل الحكايه أن الستات هيزيدو وهما اللى هيحتلو كوكب الارض والرجاله هيكونوا زى الماس مش موجودين وتخيل اللى هيحصل لما الستات يشوفوا رجل هيعملو فيه ايه ربنا يستر على الرجاله
هممممممم..
ليس ما يميزنا وحسب أننا ندرك ما ينتظرنا محاولين التغلب عليه..وإن كنت أظن أن هكذا مشكلة هي مشكلة عويصة للغاية..
لكن أيضا يميزنا أننا نملك نظما اجتماعية شديدة التعقيد، تجعل تأخر سن الفتاة في الزواج مشكلة، في حين أن باقي الثدييات لا تملك هذا النظام أساسا..
أيضا وبالنسبة لمن تزوجت من البشر، حتى لو في وقت متأخر، فهي تملك من التدابير ما يكفي للانفراد بالرجل الموجود لديها..
أما الثدييات الأخرى فهي قمة في الشيوعية..تؤمن تماما بالعدالة الاجتماعية بين الإناث وحقهن جميعا في امتلاك إناث القبيلة للذكر بشكل شائع..
ماذا أيضا؟!
يذكرني هذا بقول أحد الأصدقاء عن إحصائية قرأها، أن نسبة الإناث للذكور في مدينتنا وصلت إلى 7:1 فجلس منتفشا وقال: "كويس، أختار براحتي بقى قدامي سبعة!!"
وكانت إجابتي بطبيعة الحال: "المشكلة انهم سبعة بس كلهن شبهك"
نهايته، مقال جيد، أشكرك عليه :)
اشكرك جدا
انا سعيدة انه حد اهتم يقرا المقال :)
إرسال تعليق