الأحد، مايو ٠٢، ٢٠١٠

و اكتلمت الدايرة

النهاردة اكتملت الدايرة.
من 4 سنين زي دلوقتي كان بداية نزولي الشارع, يعني كانت بداية مشاركتي في المظاهرات و الاعتصامات.
حقيقي اني كنت باشارك في مظاهرات من و انا أصغر من كدة, بس زيها زي زيارة جنينة الحيوانات عشان ادي البط و الوز العيش الناشف اللي جمعناهلهم في البيت, كلها رحلات مسالمة بتشارك فيها أسرتي بحماس و دوشة كتير. و انا صغيرة كنت أروح المظاهرات, أغني و اتمشي واسلم على الناس. باتفسح يعني. غريبة , ده معناه ان المظاهرات ماكانتش عنيفة كدة زمان؟!
كمان اتحكالي اني باشارك في المظاهرات من قبل كدة بكتير, من و انا عايمة في بطن ماما :)

لكن في 2006 كانت بداية الفترة اني انزل اعتصامات بشكل مستقل تماما. اني اشارك بنفسي في الترتيبات لفعاليات , و اساعد باللي اقدر عليه. و كانت بداية طريق جديد في حياتي. وقتها اكتسبت أصحاب جداد, و اكتسبت ملاكي الحارس في يوم برد على الرصيف قدام نادي القضاة. و كمان وقتها خطفني الحب لأول مرة.
باقول لأول مرة و مش عارفة اذا كان الحب فيه مرات تانية. جايز تكون دي مرتي الوحيد و هاعيش على الوانها بقية حياتي. و جايز يكون الواحد بيغير جلده و عدسته اللي بيشوف منها الدنيا, فيبقى لسة ليا مرات تانية في الحب, او على الأقل مرة واحدة كمان.

2006 كانت بداية بنت جديدة جوايا. اكتشفت معاها اني بارسم, و اني باستمتع بشكل مختلف جداً و انا بارسم رسومات طفولية كان شكلها أنضج بكتير في خيالي.
امبارح كنت قاعدة باتابع أخبار المظاهرة من على تويتر. من ساعة اما ابتديت اشتغل في المعمل و انا باكتفي بالمشاركة الافتراضية. اساعد في النشر و التغطية لكن مش باشارك على أرض الواقع.
الايام دي المعمل تقيل على قلبي. حاسة ان حياتي بتتبعتر مني و انا قاعدة في المعمل مستنية فرصة اشتغل بجد. احباطات انك تحاول تعمل بحث علمي و تتعلم بجد في بلد مش بس ماعندهاش امكانيات, كمان بتضيع طاقتك و وقتك و حماسك في مشاوير و شحططة و تخليص اوراق كتير مالهاش لازمة.

امبارح جبت اخري, سبت المعمل و قررت اني هانزل المظاهرة.
حاجة مضحكة جدا اني في الاصل شخص جبان و بيخاف يقاوح مع الأمن - مش مصدقة اني اعترفت بده- بس امبارح كان في حاجة بتناكف الدنيا جوايا. امبارح كان لازم ابقى جوة المظاهرة. لما ظابط حاول يستظرف رديت عليه بلامبالاة و ثقة, ولما زهقت من أوامرهم المتناقضة رحت للكبير بتاعهم, اتخن واحد و اكبر نضارة شمس, و عشان يخليهم يوسعولي سكة في صفوف العساكر و يدخلوني.
لما دخلت في وسط الناس حسيت اني خفيفة. اول مرة من كتير احس كدة. كنت باتنطط من مكان لمكان, اداء الفراشة يعني :)
قابلت ناس كتير ماشفتهمش من زمان. ناس ماكنتش عارفة انهم وحشني لحد اما خبطت فيهم و اخدوني بالحضن.
المظاهرات دي مناسبات اجتماعية لطيفة جدا :)
علاء و منال و ماما مشيوا, و انا فلسعت من اني اروح معاهم. كنت عايزة افضل لحد الاخر, لحد اما الدنيا تتفض. و فعلاً الناس ابتدت تمشي, و مجاميع صغيرة متفرقة فضلت. اللي وقفوا يتكلموا , و اللي كانوا بيلملموا لافتات, و اللي ابتدوا يلعبوا كورة بصفيحة مرمية.
خطفت حبة دردشات على السريع مع اصحابي, و بعدين مشيت.
كان لازم وقتها انهي اليوم لوحدي. كان لازم اسلم على الناس, احط السماعات في ودني , اسرع خطوتي, و انقي اغنية متناغمة مع مزاجي. عشان كدة ماروحتش مع ماما و هي ماشية. كان لازم ختام المشهد يبقى زي خيالي. يبقى فيه موسيقى, و فيه ناس كتير بتتحرك حواليا, و فيه اني باتمشى في شوارع وسط البلد في اخر ساعة نور.
دلوقتي بس اكتملت الدايرة.
دلوقتي بس ممكن اخد خطوة للجنب و ابتدي دايرة جديدة.





هناك تعليق واحد: