الجمعة، سبتمبر ١٦، ٢٠١١

أرجوكم: شخصنوا الأمور!


معركتي لوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين معركة شخصية
ما أبتدتش لمبدأ أو كنضال حقوقي عام. ابتدت لأسباب شخصية جدا. ابتدت عشان شاب مسارتنا تقاطعت 10 دقايق بس!

أوعوا تفتكروا ان أنا في يوم من الايام كنت قاعدة متصورة ان ده الدور اللي أنا عايزة أقوم به في الثورة. فيه معارك الواحد ما بيختارهاش, بيلاقي نفسه فجأة فيها و بيبقى فيه حاجة جواه بتزقه ان دي تبقى معركته  و انه لازم يقوم بدور كويس فيها.

معركتي ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين ابتدت يوم اما كنت واقفة في اعتصام و شفت بعينيا الجيش بيضرب الناس بغل و افتراء. و شوفتهم ماسكين ولد و واخدينه ورا نقطة التفتيش بتاعتهم و كنت عارفة انه هيتضرب جامد زيه زي شباب تانيين شفتهم بيتضربوا و لولا قوة مامتي اللي أصرت ان انها مش هتمشي غير لما الولد ده يتساب - و سابوهلنا فعلا- ماكنتش هاتشجع و أكمل كل القصة اللي أنا فيها دلوقتي و اللي لسة ما اكتملتش.

قصتي كررتها كتير.  قصتي هي  قصة عمرو البحيري اللي اتقبض عليه تاني بعدها بربع ساعة.
كل الناس اللي اعرفهم اتمسكوا معاه اتسابوا و هو ما اتسابش. و أصروا يحاكموه بسرعة و في السر من غير ما يبلغوا أهله و لا المحامي بتاعه و حكموا عليه ب 5 سنين سجن و بعتوه في سجن بعيد جدا عشان ماحدش فينا يعرف يوصله.
معركتي ابتدت في اللحظة اللي انا كنت ماسكة فيها في دراعه و باقول " بلاش نسيبه يروح من غيرنا, خليه يروح معانا"  و سبتهم يقنعوني اسيبه يركب العربية و يروح مع باقية الناس.
لما عرفت انه اتحكم عليه كل الفكرة اللي كانت في بالي اني ماكانش المفروض أسيبه.  كل شوية اعقلي يسترجع نفس اللقطة: ايدي و هي بتسيب دراعه و بتسيبه يركب العربية. كل شوية افتكر و اقعد أقول " ماكانش المفروض أسيبه كان المفروض أسمع الصوت اللي جوايا اللي ماكانش مطمن و بيقوللي ما تسيبهوش يمشي"

لكن دي قصتي, و ده اللي اتكتبلي. و من هنا ابتدت المعركة.
حقيقي انه بعد كدة القصة بقت أكبر بكتير من عمرو البحيري, و حقيقي انه بعد كدة اكتشفت ان فيه بدل العمرو 12 الف عمرو و يمكن أكتر. لكن في الأول ابتدت بحادث شخصي خلاني مسؤوولة اني أحكي للناس قصة عمرو, و أحكيلهم عن المئات التانيين اللي اتكعبلت في قصصهم بعدها.
مع كل قصة جديدة باسمعها اسم بيعلق في ذهني و بيخلي وجعهم وجعي, مقاومتهم مني, و صوتهم شابك في صوتي. عشان كدة كان لازم أطلب منكم تشاركوني رحلتهم و تاخدوا الأمور بشكل شخصي.

احنا مش هيئة قضاء. مش احنا اللي مطلوب مننا نصدر أحكام على الناس. مش احنا اللي مطلوب مننا نسمع القصة و نحلل تفاصيلها و نقرر  "ده مذنب" أو "ده برئ" .
احنا مطلوب مننا نسمع القصة, القصة اللي المحكمة مادتهمش فرصة يحكوها. مطلوب مننا  ندي فرصة لأهله يحكولنا عن أبنهم, يحكولنا بلسانه عن هو بيقول ايه اللي حصل. 
و خليكو مطمنين, انتوا في الاخر بتطلبوا الحق: بتطلبوا ان كل واحد منهم تتعاد محاكمته محاكمة عادلة, محاكمة مش بتفترض ان كل اللي بييجي قدامها بالتأكيد مذنب, محاكمة مش بتوسم الواحد بانه "بلطجي" من قبل اما تبتدي أصلا. محاكمة كل واحد ياخد فيها فرصة حقيقية يقدم شهود و أدلة, و القضاء المستقل المختص العادل هو بس المطلوب منه و القادر انه يحكم اذا كان الشخص ده مظلوم و لا مذنب.

أرجوكم: شخصنوا الأمور!
مش حقيقي ان المفروض ماناخدهاش بشكل شخصي. مع كل قضية تسمعوا عنها , اطلبوا تكلموا أهله. كلموا مامته. لو هو كبير اسألوها و خلوها تحكيلكو عنه و هو صغير كان عامل ازاي. طيب متجوز؟عنده ولاد. كام واحد؟ ولاد ولا بنات و سنهم كام؟ طيب و مراته عاملة ايه؟ طب هو عيان ولا صحته كويسة؟ بيشتغل ايه؟
و لو هو صغير أعرفوا هو عامل ازاي دلوقتي. بيروح المدرسة ولا لأ؟ عنده أخوات؟ أصغر منه ولا أكبر منه؟ بيحب يلعب كورة؟ 


شخصنوا الأمور.
ماتبصوش على انها قضية و رقم و اسم و خلاص! حاولوا و انتوا بتشوفوها تشوفوا القصة اللي وراها.
و انتوا داخلين تناموا, ادوا واحد منهم دقايق من وقتكو و فكروا فيه. حاولوا تتخيلوا هل هو دلوقتي نايم في حتة كويسة ولا جايز دلوقتي حالا داخلين العنبر بتاعه في حملة تفتيش و بيرموا الأكل و الجوابات اللي حبايبهم بعتهوهالهم؟ طيب هو دلوقتي بيفكر في ايه؟ ايه ممكن يبقى احساس واحد كان نازل رايح مظاهرة زيه زي كتير مننا, و في لحظة يتاخد, يتضرب, يتعذب  و يتقاله انت هتقعد في السجن البعيد ده 5 سنين!
أو واحد تاني, اتقاله انت بس جاي تحريات نص ساعة و هترجع. و بالرغم من ان هو قعد يشرحلهم ان مش هو الاسم اللي بيسألوا عليه و ان لو ادوله فرصة هيجيبلهم البطاقة يثبت بها ده. حاولوا للحظة تتخيلوا احساس الراجل, الأب, الكبير في السن ده  اللي سايب بنته الصغيرة اللي ماكملتش 20 سنة هي اللي بتناضل عشان الناس تسمع قصته. حاولوا تتخيلوا  هو قاعد جوة بيفكر في ايه!

شخصنوا الأمور.  خلوا كل واحد من ال 12 الف  أخوك, أو صاحبك, أو جارك, أو زميلك في الشغل, أو جوز زميلتك, أو ابن مدرستك, او الولد اللي في البقالة اللي بيساعدك في شراء الحاجات, أو السايس اللي بيساعدك في ركن العربية جنب قهوتك المفضلة ,أو الشاب اللي بيحاول يقنعك تشتري معطر و انت واقف في الاشارة, أو الطفل الصغير اللي بيزن عليك عشان تشتري مناديل, أو حتى الولد  اللي بيغلس عليك في الشارع. تخيل له شكله , تخيل له حياة. و تخيل انهم حتى استخسروا فيه وقت يحكي فيه قصته قبل اما يحكم عليه قاضي مش المفروض يبقى واقف قدامه.

هناك ٨ تعليقات:

mohamed.sadat يقول...

مش عارف اقولك ايه ، لانه فى الحقيقه جميل اوى اللى كتبتيه واحساسك بالوجع فيه ، ولاننا المفروض ان دا همنا الحقيقى والمفروض اننا يكون كل تركيزنا وضغطنا على المجلس علشان دول اللى هما ايديهم كانت بايدينا وحلمهم حلمنا للبلد دى ، الفرق بينهم وبين الشهيد انهم بيتعذبوا ,ومش بيتكرموا زى الشهيد بين الناس من وجهة نظرى ،وان الشهيد ربنا اختاره للشهادة ، فيارب يفك اسرهم جميعاً قريباً ويتحد الثوار وتتجمع النخبة - ولو مرة - فى حياتها على حاجة مفيدة .

fateimaD يقول...

ابنتي اعانك الله علي ما انت فيه كان الله في عون العبد مادام العبدفي عون اخيه ظروفنا جعلتنا جميعا كلنا في الهم شرق لاتوجد اسره ليس لها احدحتي ولوكان جارا لم يتعرض لظلم بين سواء كان هذا الظلم اعتقال بلا سبب واضح تعذيب في قسم شرطه دونما سبب او محاكمه عسكريه سريعه دون ادني فرصه لماذا؟ سوي جعل من حوكم عبره لمن لم يحاكم ولزرع الخوف في النفوس لضمان استمراريه نظام اكل عليه الدهر وشرب واصبح لايليق بجلال الثوره الشابه واولادها الشباب اؤيدك بكل ماتبقي لي في عمري احيي كفاحك وكفاح امثالك وادعوا الله ان ينصر الثوره بكل مبادئها وكل اهدافها ويرزقك نوما هادئادونما قلق

Rasha Abdulla يقول...

مش عارفة اقول لك إيه يا منى.. إنتي جميلة اوي واحساسك المرهف واصلنا كلنا. يمكن يكون ربنا عمل كده وخلاكي تسيبي إيد عمرو علشان ال 12000 دول يلاقوا حد يفتكرهم ويدافع عنهم ويشخصن الأمور. احنا كلنا حاسين بيهم وانتي مش لوحدك .. علشان إنتي اللي خليتنا نحس بيهم.. وإن شاء الله مش حنقف قبل ماكلهم يطلعوا بالسلامة. ربنا يصبرهم ويصبر اهاليهم ويصبرنا احنا كمان ويدينا القوة ندافع عنهم.. خشي نامي بقى يا جميلة :)

Zeinab Hataba يقول...

لازم كمان واحنا بنتخيل حالهم نتخيل ان ده بيحصل بعد ثورة حلمنا بيها و ادفع فيها دم و ضحايا فقدوا أغلى ما عندهم علشان حرية لسه مشوفنهاش :(

yasmine dahab يقول...

كلامك وجعني اوي و خلاني اعيط
بس برده انا متفائله اوي بيكي ربنا يقدرك

monahly يقول...

بصراحه يامنى كلامك اثر فيا جدا وانا مش عارفه اقولك اه غير ربنا يقدرك ويقدرنا كلنا اننا نجيب لهم حقهم ونلغى المحاكمات العسكريه لاى حد من المدنيين وانا واللهى حسيت بوجعك ووجعهم بس ربنا معانا ان شاء الله ويقدرنا على فعل الخير ونقدر نعمل حاجه

انسان يقول...

بس ممكن القلب ميستحملش . ومش رمانسيه دى حقيقه. اشعر بألم اناس بس مبخليهش يسكن قلبى. كفايا ألامى على قلبى

أحمد ثروت يقول...

اول مرة اشوف صورة عمرو الوقتي حالاً
اول ماشفته افتكرته على طول لأن وشه و تصرفاته ماتتنساش
ليلة 11 فبراير الخميس كنت في التحرير و كان في مجموعة جميلة بيغنوا أغنية بلحن حلو قوي " مش هنشيبه مش هنسيبه ... هنحاكمه هو و حبيبه ... " .. قعدت أغني معاهم .. و جه عمرو ... ولد صغير بيتهيأ لي في اواشل العشرينات ... قعد يغني و يهتف ... كنا كلنا بنغني شوية و نسكت شوية ... نهتف شوية و نريح شوية ... هو كان ما بيهمدش ... كان مبسوطط قوي و ف عنيه فرحة باللي بنعمله كلنا ... من الوشوش اللي مش ممكن أنساها ... دا مستحيل يكون بلطجي ...