الأحد، يوليو ٢٢، ٢٠٠٧

عالمى المظلم


تغلفنى سحابة سوداء, تبتلعنى بعيدا عن الاخرين

لا احاول الفرار منها, على عكس ذلك, اجدنى الجأ لاعماقها اكثر,
اتشبث بتلك البقعة السوداء بداخلى لاستعيد بعض من خصوصيتى, لامضى وقتا مع نفسى, احاول ان اعيد اكتشاف تلك الطفلة السعيدة التى كانت بداخلى و هجرتنى
او ربما انا تخليت عنها

احيانا اشعر بالوحدة, لكن لا يأتى معها الرغبة فى التحدث مع اى صديق

تداعبنى كثيرا فكرة " الرحيل" , البدأ من جديد فى مكان اخر لا تربطنى به اى ذكريات او واجبات
التحرر من القيود

للحظات يغلبنى شوقى له, تستدرجنى تلك الاحلام الصغيرةالتى ادخرها لمستقبل لى معه, فازيح السحابة جانبا و اخطو خارجها, احدثه بضع دقائق و اتذكر انه هناك عند الطرف الاخر لقوس قزح, تحوم حوله فراشاتى, و تنبعث الموسيقى من حوله.
فقط للحظات اسلم روحى له, استعيد الطفلة بداخلى, اشعر بالسعادة,بالامان و بحب لم يكن لى يوما
ثم اتراجع, استعيد موضعى لتغلفنى الظلمات مرة اخرى


عندما كنت طفلة كنت اخشى النوم فى الظلام , الان الجأ له, احتمى به, اختلق عالم اخر يخصنى وحدى, عالم استطيع فيه ان اتعرف على منحنيات جسدى, ان استلقى عارية على رمال دافئة, , اتذوق طعم شفاه, اتنفس تحت الماء, اسير حافية القدمين, اغنى بصوت عالى, اشاهد حيوانات كثيرة تتحرك من حولى و اتعرف على اسمائها و ربما احدثها, انجب الكثير من الاطفال
احلام كثيرة تراودنى و انا فى الظلام

الظلام
احاول ان اوطد علاقتى به, اطفئ الانوار, اغمض عينى , واحاول التحرك فى ارجاء غرفتى دون الاصطدام بشئ, و اذا اصطدمت بشئ ابدأ من جديد
لم اعد اخاف الظلام, لم تعد قصص اجاثا كريستى تستدعى كوابيس طفولتى
لم اعد ارهب الظلام
لكنى
مازالت ارهب الصمت

هناك تعليق واحد:

ربيع يقول...

احنا بنتولد في الظلام ، و اخرتنا فيه برضو
خللي بالك ، الظلام هو الأصل ، النور دخيل مغرور مغتصب