الاثنين، أغسطس ٢٠، ٢٠٠٧

الطفلة

اعلم انى اقرب الى الطفلة عن الفتاة الناضجة

اضحك على ابسط الاشياء
اتحدث كثيرا عن تفاصيل حياتى اليومية
فى اى لحظة, تتصف دنياى بالسعادة الشديدة او الحزن الشديد, لم اتعلم قط الاعتدال
اقدم على اكثر الحركات اضحاكا فى اكثر اللحظات الجد


لكننى استطيع

ان اعتنى بك عند مرضك
ارقد بالقرب منك, اقاوم النوم و استسلم فقط لمداعبته الخفيفة, لاستيقظ من اخفت تنهيداتك, اواى حركة تصدر منك

ان اتباطأ فى حركتى لتستند على

ان احكى لك مئات الحواديت لتأخذك بعيدا عن الامك

ان اترك لك يدى, لتضغط عليها حين تتوجع, و تزيد الضغط فتنقل لى جزأ من اوجاعك

ان اهمس فى اذنيك,
اقبل شفتيك,
ارشد يدك على جسدى,
اجيب تسارع انفاسك
ارسم منحنيات جسدك باطراف اصابعى و انا مغمضة العينين


استطيع ان اكون فتاة ناضجة ان احتاجها
و غير ذلك
اكون انا
الطفلة

فقط هو لا يرى الا الطفلة فى


الاثنين، أغسطس ١٣، ٢٠٠٧

الفرحة



افتكرت من سنتين لما كنت قاعدة باعيط و انا باذاكر عندك
الدنيا كانت صعبة اوى عليا, و انت ماكنتش فاهم تفاصيل الوجع اللى انا كنت فيه, بس كنت حاسس بيه
شغلتلى اغنية" الفرحة" لمحمد منير وقعدت ترقصلى و تحاول تضحكنى

السنة دى ماكنتش هانجح من غيرك

غضبت اوى على الدنيا لما انت خلصت الجامعة قبلى و قعدت سنة باذاكر لوحدى
كانت تيجى عليا ايام انسى انك خلصت, و الاقى عندى ساعتين فاضيين فى وسط اليوم فى الكلية, اقول لنفسى هاكلمك و نتقابل , نصيع مع يعض شوية
و بعدين افتكر انك خلصت, و احبط

دلوقتى انت كبرت و انا باحاول اكبر
كل شهر بتبقى فى بلد شكل, و كل مرة بنبقى عايزين نقعد مع بعض نعرف اخبار بعض, بس الاحداث كتير, صعب نفتكرها كلها, و فيه حاجات بنبقى كنا عايزين نحكى عنها و نشاركها فى لحظتهاو و اللحظة بتعدى, و تتردم تحت ايام تانية كتير

مابقاش باقيلى منك غير الاغنية
و انك وحشنى على طول



الخميس، أغسطس ٠٩، ٢٠٠٧

كل صباح


استيقظت اليوم بشعور سعيد لم يغمرنى منذ اسابيع
احضرت كوب شاى الصباح, ازحت الستائر لاسمح للنور بمعانقتى
تربعت على الارض و بدأت ارتشف الشاى

ثم ادركت
لن تكتمل سعادتى كل صباح من دونك

و ادركت ايضا
هذا يعنى اننى ليس من المقدر لى ان تكتمل سعادتى بالصباح
ابدا

الخميس، أغسطس ٠٢، ٢٠٠٧

بيت العيلة و اهل البلد


و انا فى تانية ابتدائى , بنت معايا فى الفصل قالت لواحدة تانية " انتى فلاحة". قمت ضربتها و قلتلها " بابايا فلاح و انا كمان فلاحة ", و ابتديت طبعا اديها المحاضرة الطويلة بتاعة ان الفلاحين هما اللى معيشنا و انها من غيرهم مش هتلاقى تاكل
:)

ابويا من البحيرة
هو عايش فى القاهرة من ايام ما كان طالب فى الجامعة, لكن معظم عيلته لسة عايشين هناك
عيلة ابويا من العائلات الكبيرة اوى, مليانة ناس كتيرة, و طوال الوقت تسمع عن مصايب حد عملها فى اى حتة فى البلد و يطلع يقربلنا


هى عيلة غاوية كوارث

بيت العيلة هناك من اكتر الاماكن اللى حبيتها و انا صغيرة, و اللى بنيت عليها خطط كتير للمستقبل
جايز لو ابتديت اوصف البيت دلوقتى ماتبقاش دى صورته الحقيقية اللى كانت موجودة بجد و انا صغيرة, جايز بمرور الوقت و من غير اما اخد بالى ذاكرتى عدلت حبة تفاصيل لحد اما وصلت للصورة اللى فى خيالى دلوقتى
بس اللى انا متأكدة منه ان حبى للمكان وقتها كان حقيقى جدا, و ان ليا ذكريات حلوة اوى فيه

البيت عبارة عن جزأين واصلين لبعض بسلم
الجزأ الارضى منه, و الابسط و الاحب لقلبى عبارة عن اوضيتين مبنيين بالطين, و متوصل بيهم المكان اللى فيه الفراخ و بعدين حوض نغسل فيه ايدينا و حمام
الجزأ ده المبنى بالطين كان لازم بعد كل شتا تتصلح اى حتت اكلها المطر

الجزأ التانى هوشقة فى العمارة اللى جنب بيت الطين بالظبطو فى الدور التانىو توصلها بسلم العمارة العادى, او عن دطريق سلم تانى موجود جوة البيت و بيوصل ببلكونتها اللى لفة حالين كل الشقة
المطبخ كمان موجود تحتو بس مابينه و بقية البيت ممر يوصل لباب البيت, و الفرن

كنت اصحى الصبح الاقى ستى نفيسة و عمتى احلام قاعدين عند الفرن يخبزوا, اقعد جنبهم , اخد حتة عجينة, و اركز مع كل حاجة بيعملوها و اقلدها. بس انا و هم كنا عارفين ان مهما عملت العيش بتاعى هيطلع مفعص, و هما بتاعه هيطلع منفوش و حلو

قدام البيت فى تكعيبة عنب, و مفروش تحتها حصير. الصبح كنا نفطر فيها و نشرب الشاى, و نسرح فى الغيطان الكتير اللى حوالينا
و لو النهاردة اول ايام العيد البير, هتلاقينا كلنا قاعدين تحت التكعيبة و مستنيين عمى الكبير يخلص تحضيرفطار العيد, لحمة و كبد و فشة و كلاوى, و عيش بلدى صابح سخن, و ناكل كلنا مع بعض
و لو فى الشتا يبقى التكعيبة دى هتلمنا بالليل نشوى درة و نسهر كلنا


كنت كل يوم بعد الفطاربامشى من وسط الغيطان اللى قدام البيت عشان اوصل لبيت عمتى الناحية التانية, و فى السكة القط عنب الديب و اكله, و لو ده الموسم اخد حبات طماطم خضرا و اكلها

دلوقتى كل ده اتغير
جدتى و عمتى اتوفوا
الجزأ المبنى بالطين اتساب سنين ورا بعض من غير ترميم لحد اما المياه اكلته كله
السلم اللى واصل بيه اتكسر, و مكانه فى البلكونة بتاعة الشقة بقى فيه فتحة توقعك فى الفراغ . بعد كدة سدوها
عمى الكبير اختفى و مانعرفش عنه حاجة بقالنا سنين. بس عارفين انه عايش عشان كل عيد بيبعت كروت معايدة لشباب العيلة كلهم
بيت العيلة دخلته من كذا سنة و حسيته مضلم و كئيب و بطلت ابات فيه من ساعتها
بقيت لما اروح البلد, اروح على بيت عمتى و ابات مع قريبى هناك و اتحجج بانى عايزة ابقى فى وسط قرايبى اللى قريبين منى فى السن

المكان كله اتغير, روحه اتغيرت, هدها الزمن و مشاكل الناس اللى ساكناه
بس لسة باروح هناك و احس انى فى وسط ناس باحبهم و بيحبونى

كل الذكريات ديه صحيت جوايا تانى عشان رحت البلد مع بابا نعزى من كام يوم
كنا هنتوه انا و بابا عن مكان المعزى , بس لقينا طابور ستات لابسين اسود و شايلين صوانى اكل, مشينا وراهم و وصلنا للمكان
بابا دخل المعزى اللى فى الصيوان و انا رحت البيت اللى فيه عزا الستات

من و انا صغيرة و انا باخاف من فكرة الموت, موتى انا اساسا
كنت احلم بكابوس ان حد جى يموتنى, و اقوم جرى انام فى اقرب كرسى لباب اوضة ماما و بابا
ماما كانت بتقوللى ان خالتى كانت زيى و هى صغيرة. بس ماما مش كدة خالص. ماما مش بتسمح لحاجات مالهاش يد فيها تخوفها, و لانها متخصصة رياضيات, بتقعد تدينى ارقام تبينلى بيها قد ايه احتمال موتى فى حادثة طيران او انفجار مترو حاجة ضئيلة جدا
مش ان ده بيفرق فى خوفى طبعا
خالتى بقى قالتلى ان خوفها اتغير لما خلفت
فهمت بعدها قصده ايه لما بقى عندى اخت صغيرة. استوعبت قد ايه ممكن خوفك على حد يخليك تتخطى خوفك من موتك

بس كل الكلاكيع بتاعتى دى بتخلينى ماحبش حضور عزا, بالذات عندنا هنا فى القاهرة
تروح الجامع, و تفكر فى ايه الحاجة المناسبة تلبسها. تقعد على كرسى مخشب نفسك, و بعدين تقوم تسلم و تمشى
كدة تبقى اديت الواجب
هناك فى البلد الوضع مختلف

وصلت البيت اللى فيه العزا, و لقيت ستات كتير لابسين قاعدين على حصيرة على الارض قدام البيت. سلمت و عند السلم قلعت صندلى و دخلت البيت. سلمت على طنط رسمية اللى انا كنت رايحة اعزيها اصلا, و ربعت على الارض جنبيها فى الشرفة
حواليا ستات كتير, كلهم لابسين جلابيات سودة فضفاضة, و قاعدين بشكل طبيعى مش متكلف
اللى قاعدين على الارض, و اللى على شلت, و اللى على كراسى
قدام البيت عيال صغيرين كتير , بيجروا حافيين , و عمالين يصوتوا و يلعبوا

قرب المغرب ابتدت صوانى الاكل تتحط على الارض , و كل مجموعة ستات يقوموا و ينادوا الباقيين و يفرشوا على الارض جنب صنيية عشان ياكلوا
صوانى الاكل جاية من كل البيوت اللى فى المنطقة. فيه ستات جايين بالصوانى من بيوت تبعد 5 كم عن العزا. اللى شالوها على راسهم و جم مشى, و اللى اخدوا التكتك, او عربيات نص نقل
و انا هناك حسيت قد ايه بجد دول ناس وقت الضيق بيقفوا جنب بعض, كل البيوت بتساعد بعض, فيه روح تعاون مش باشوفها فى حتت تانية كتير
و انا فى وسطهم, و هم بيتكلموا, تقبلت فكرة الموت اكتر, ان كل واحد ليه وقت و لازم يمشى و يسيب مكان للى جايين من بعده
و انا فى وسطهم حسيت ان الحاجات اللى بتخوف تهون لو بتجمع الناس مع بعض و تقربهم كدة

هناك فى وسطهم حسيت انى فى حضن دافى كبير


ملحوظة: الرسمة اللى فوق عمل مشترك بينى و بين اخويا من سنين كتير