يقترب مني و يهمس في أذني بضع كلمات
انطبعت تلك اللحظة في ذاكرتي , اتذكرها جيداً لكني لا أتذكر الكلمات. و أغلب الظن انني لم انتبه للكلمات حينها. لكني أذكر جيداً دفئ نفسه, وقع ضربات قلبي ,و لهفة رقبتي لشفتيه.
غريب أمره!
في لحظات غضبي, تدفعني غرابته للجنون و تدفعني "حسوكته" الى ما بعد حد الجنون.
كواقعة الجرجير. طبخت الأكل و وضعته على السفرة. حضرت انا و أمي كل شئ و هو لم ينته من غسيل الجرجير ليعد السلطة.
جرجيرة جرجيرة!
لكن في لحظات صفاءي, تؤسرني "حسوكته" و في احيان كثيرة تثيرني. خاصة حين يستثمرها في التعرف على أجزاء مني: يدي, و خدي, و رقبتي. كأنه يرى في تفاصيل لم يلحظها احد من قبله, فيشعرني بأني حقاً جميلة.
في عالم مواز ُرسمت منحنياتي بألوان هو فقط قادر على مزجها. و في عالم اخر, نعيش -انا و هو- كالديدان دائمي الالتفاف حول بعض.
غريب أمره!
حدثني عن البلاد التي سنزورها و عن طبخات سنعدها. اتفقنا احياناً و اختلفنا احياناً اكثر. اختلفنا في الموسيقى, في حب القاهرة و في محمود درويش.
حدثني كثيراً عن مستقبل يجمعنا معاً , و حدثني عن طفلة سننجبها يوماً , و توجسه من ان ترث عني "المياصة" .
حدثني عن كل ذلك و أكثر . لكنه لم يعترف لي بحبه حتى تلك اللحظة.
أتذكرها جيداً
أتذكر الجو الحار و الخانق
أتذكر قطرات العرق المتناثرة على جسمي و جسمه
أتذكر نسمة هواء شاردة أنعشتنا
أتذكر ابتسامته
أتذكر ضربات قلبه و لهفة شفتيه لرقبتي
و أتذكر انني لحظتها انتشيت بفكرة واحدة: انني امتلكت الشمس