‏إظهار الرسائل ذات التسميات ناس مني حزن. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ناس مني حزن. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، أكتوبر ٠١، ٢٠١٢

عُزلَة

عمري حكيتلك عن اليوم اللي رحت فيه المشرحة و التلاجات كانت بتتفتحلي و يتقالي "اتفضلي شوفي يا أستاذة منى" ؟
أنا البنت اللي كانت بتتسحب و تنام على باب أوضة مامتها و باباها عشان لو الموت زارها في الحلم ينتشلوها منه, كنت واقفة في المشرحة بأدون بيانات و أوصاف اللي ماتوا كأن دي حاجة معتادة اني أعملها و كأن المكان ده تواجدي فيه "طبيعي".

يومها حتة من قلبي انطفت بلا رجعة
ركن بارد و مظلم 
بمرور الوقت تحول الركن ده لمخبأ كل لحظة هلع و خوف و حزن و وجع
مكان معزول دايما جوايا, أرمي فيه بسرعة كل اللحظات اللي مش لاحقة استوعب ثقلها.

حاولت أشرحلك
لو في يوم وجعي منك كان كاتم على نفسي, قابض على روحي, من غير ما افكر هاحول كل تناتيفك للركن ده, هاعزل روحي عن مزيكتك و هاستخبى من حبك ... و وجعك

للأسف أنا ماعنديش رفاهية اني اسيب نفسي للحزن و الترقب و انتظرك تدوب وجعي.



الاثنين، نوفمبر ٠٧، ٢٠١١

علاء اللي هم ما يعرفوهوش!

في كل قصة جديدة عن ظلم العسكر دايما بأدور على تفصيلة تخليني أتبنى الموضوع بشكل شخصي. حاجة صغيرة تشبك وجعهم بوجعي و تخللي معركتنا واحدة. 

المرة دي مش محتاجة أفتش على تفاصيل  لشخصنة القضية. المرة دي القضية مني, و الوجع محبوس جوايا:  أنا منى سيف أخت علاء عبد الفتاح.  أخويا في السجن ظلم!



ماما بتحكيلي ان أول ما اتولدت هو قرر ان أنا بتاعته.
 كان بيقعد يستقبل الضيوف اللي جايين يشوفوا المولود الجديد و يقولهم بكل ألاطة " أتفضلوا استنوها, النونو لسة نايمة"
و كمان بتحكيلي اني كنت دايما انا و هو ناقر و نقير, لكن أول ما حد يدوسله على طرف أتجنن و اتحول فجأة لمحامية بتدافع عنه.


أخويا علمني التمرد من و أنا صغيرة.
أول مرة شاركت في مظاهرة كانت مظاهرة بقيادته. كنت في تانية ابتدائي, و مدير المدرسة قرر يقفل علينا البوابات عقابا للطلاب كلهم على حاجة ضايقته. مش فاكرة التفاصيل, بس فاكرة ان أخويا و أصحابه عملوا مظاهرة, و فجأة كلنا كنا بنتظاهر و بنطالب بفتح البوابات عشان نروح. و نجحنا وفتحوا البوابة و كان ده أول انتصار ليا على تعسف السلطة :)

المضحك كمان ان من أول الحاجات اللي علمني أتمرد عليها هي شرب السجاير. مش ان أنا أتمرد و أشرب سجاير, بالعكس أن أنا ما أشربهاش. 
ماما و بابا بيشربوا سجاير بشراهة. و من صغري علاء معلمني ان دي حاجة " يع جدا " و مش حلوة. قاللي حاجات كتير على انها مضرة بالصحة و بتضيع الفلوس, بس اللي أنا فاكراه كويس انها كانت فرصة للتمرد على أهلي. علاء اتفق معايا ان احنا نرفض نشتريلهم سجاير, أو نجيبلهم السجاير و الطفاية لما يبقوا بعاد عن متناول أيديهم. و فضلت دي لعبتنا و أنا صغيرة . بابا يقوللي " اشتريلي علبة سوبر و انتي تحت يا منى" و أنا أرد عليه بكل تحدي " لا يا بابا , احنا ضد السجاير" :)

اللي بيتكلموا عن أخويا و يتهموه بانه شمام, أو انه خاين, عمرهم ما أدوا نفسهم فرصة يعرفوا أو يفهموا علاء الحقيقي.

عمرهم ما شافوا علاء اللي أول ما قرأ عن الشهيدة أميرة عيط لأنه شاف فيها أخته الصغيرة سناء, و اتوجع.
عمرهم ما شافوا علاء اللي قابل منال و هو عنده 15 سنة, و حبوا بعض و من ساعتها الحاجة الوحيدة اللي فرقتهم مرة كان ظلم مبارك, و المرة دي ظلم جنرالات مبارك
عمرهم ما شافوا علاء الأخ اللي اخته الوسطانية  قعدت سنين تتمرد على وصفها ب " أخت علاء" و أما خلال الثورة انقلبت لأوضاع و الناس بقوا ساعات بيشيروا له ب " أخو منى " كان رده انه فخور بالتسمية دي.
عمرهم ما شافوا علاء اللي كان مقرر هو و منال ما يخلفوش عيال في بلد قاسية زي دي, رغم حبهم للأطفال, لكن يوم تنحي مبارك أعلنوا للعائلة أنهم قرروا يخلفوا. لو ولد هيسموه خالد على اسم خالد سعيد, و لو بنت هيسموها سالي على اسم سالي زهران.


عمرهم ما هيفهموا يا علاء , لا  العسكر, ولا سبايدر, و لا حنان خواسك, ولا محمد ماهر ولا مرتضى منصور ولا أي حد من اللي تخلوا عن ضمايرهم على أعتاب ميدان التحرير. اللي يقرأ كلامك و ما يتعرفش على الانسان اللي ورا الكلام, يبقى مش عايز يفهم و أختار الضلمة و الظلم و هو مفتح عينيه.

يا مينا، مصر الميدان هشة ممكن رصاصة واحدة طائشة تطيح بها.. يا مينا، مصر الميدان قوية ممكن حضن واحد ينقذها.. يا مينا، فى حضرتك فهمت تعاليم الأنبياء، متى يفهم العسكر؟


منى - أخت علاء
7 نوفمبر 2011
في السجن اللي خارج أسوار طرة

الجمعة، سبتمبر ١٦، ٢٠١١

أرجوكم: شخصنوا الأمور!


معركتي لوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين معركة شخصية
ما أبتدتش لمبدأ أو كنضال حقوقي عام. ابتدت لأسباب شخصية جدا. ابتدت عشان شاب مسارتنا تقاطعت 10 دقايق بس!

أوعوا تفتكروا ان أنا في يوم من الايام كنت قاعدة متصورة ان ده الدور اللي أنا عايزة أقوم به في الثورة. فيه معارك الواحد ما بيختارهاش, بيلاقي نفسه فجأة فيها و بيبقى فيه حاجة جواه بتزقه ان دي تبقى معركته  و انه لازم يقوم بدور كويس فيها.

معركتي ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين ابتدت يوم اما كنت واقفة في اعتصام و شفت بعينيا الجيش بيضرب الناس بغل و افتراء. و شوفتهم ماسكين ولد و واخدينه ورا نقطة التفتيش بتاعتهم و كنت عارفة انه هيتضرب جامد زيه زي شباب تانيين شفتهم بيتضربوا و لولا قوة مامتي اللي أصرت ان انها مش هتمشي غير لما الولد ده يتساب - و سابوهلنا فعلا- ماكنتش هاتشجع و أكمل كل القصة اللي أنا فيها دلوقتي و اللي لسة ما اكتملتش.

قصتي كررتها كتير.  قصتي هي  قصة عمرو البحيري اللي اتقبض عليه تاني بعدها بربع ساعة.
كل الناس اللي اعرفهم اتمسكوا معاه اتسابوا و هو ما اتسابش. و أصروا يحاكموه بسرعة و في السر من غير ما يبلغوا أهله و لا المحامي بتاعه و حكموا عليه ب 5 سنين سجن و بعتوه في سجن بعيد جدا عشان ماحدش فينا يعرف يوصله.
معركتي ابتدت في اللحظة اللي انا كنت ماسكة فيها في دراعه و باقول " بلاش نسيبه يروح من غيرنا, خليه يروح معانا"  و سبتهم يقنعوني اسيبه يركب العربية و يروح مع باقية الناس.
لما عرفت انه اتحكم عليه كل الفكرة اللي كانت في بالي اني ماكانش المفروض أسيبه.  كل شوية اعقلي يسترجع نفس اللقطة: ايدي و هي بتسيب دراعه و بتسيبه يركب العربية. كل شوية افتكر و اقعد أقول " ماكانش المفروض أسيبه كان المفروض أسمع الصوت اللي جوايا اللي ماكانش مطمن و بيقوللي ما تسيبهوش يمشي"

لكن دي قصتي, و ده اللي اتكتبلي. و من هنا ابتدت المعركة.
حقيقي انه بعد كدة القصة بقت أكبر بكتير من عمرو البحيري, و حقيقي انه بعد كدة اكتشفت ان فيه بدل العمرو 12 الف عمرو و يمكن أكتر. لكن في الأول ابتدت بحادث شخصي خلاني مسؤوولة اني أحكي للناس قصة عمرو, و أحكيلهم عن المئات التانيين اللي اتكعبلت في قصصهم بعدها.
مع كل قصة جديدة باسمعها اسم بيعلق في ذهني و بيخلي وجعهم وجعي, مقاومتهم مني, و صوتهم شابك في صوتي. عشان كدة كان لازم أطلب منكم تشاركوني رحلتهم و تاخدوا الأمور بشكل شخصي.

احنا مش هيئة قضاء. مش احنا اللي مطلوب مننا نصدر أحكام على الناس. مش احنا اللي مطلوب مننا نسمع القصة و نحلل تفاصيلها و نقرر  "ده مذنب" أو "ده برئ" .
احنا مطلوب مننا نسمع القصة, القصة اللي المحكمة مادتهمش فرصة يحكوها. مطلوب مننا  ندي فرصة لأهله يحكولنا عن أبنهم, يحكولنا بلسانه عن هو بيقول ايه اللي حصل. 
و خليكو مطمنين, انتوا في الاخر بتطلبوا الحق: بتطلبوا ان كل واحد منهم تتعاد محاكمته محاكمة عادلة, محاكمة مش بتفترض ان كل اللي بييجي قدامها بالتأكيد مذنب, محاكمة مش بتوسم الواحد بانه "بلطجي" من قبل اما تبتدي أصلا. محاكمة كل واحد ياخد فيها فرصة حقيقية يقدم شهود و أدلة, و القضاء المستقل المختص العادل هو بس المطلوب منه و القادر انه يحكم اذا كان الشخص ده مظلوم و لا مذنب.

أرجوكم: شخصنوا الأمور!
مش حقيقي ان المفروض ماناخدهاش بشكل شخصي. مع كل قضية تسمعوا عنها , اطلبوا تكلموا أهله. كلموا مامته. لو هو كبير اسألوها و خلوها تحكيلكو عنه و هو صغير كان عامل ازاي. طيب متجوز؟عنده ولاد. كام واحد؟ ولاد ولا بنات و سنهم كام؟ طيب و مراته عاملة ايه؟ طب هو عيان ولا صحته كويسة؟ بيشتغل ايه؟
و لو هو صغير أعرفوا هو عامل ازاي دلوقتي. بيروح المدرسة ولا لأ؟ عنده أخوات؟ أصغر منه ولا أكبر منه؟ بيحب يلعب كورة؟ 


شخصنوا الأمور.
ماتبصوش على انها قضية و رقم و اسم و خلاص! حاولوا و انتوا بتشوفوها تشوفوا القصة اللي وراها.
و انتوا داخلين تناموا, ادوا واحد منهم دقايق من وقتكو و فكروا فيه. حاولوا تتخيلوا هل هو دلوقتي نايم في حتة كويسة ولا جايز دلوقتي حالا داخلين العنبر بتاعه في حملة تفتيش و بيرموا الأكل و الجوابات اللي حبايبهم بعتهوهالهم؟ طيب هو دلوقتي بيفكر في ايه؟ ايه ممكن يبقى احساس واحد كان نازل رايح مظاهرة زيه زي كتير مننا, و في لحظة يتاخد, يتضرب, يتعذب  و يتقاله انت هتقعد في السجن البعيد ده 5 سنين!
أو واحد تاني, اتقاله انت بس جاي تحريات نص ساعة و هترجع. و بالرغم من ان هو قعد يشرحلهم ان مش هو الاسم اللي بيسألوا عليه و ان لو ادوله فرصة هيجيبلهم البطاقة يثبت بها ده. حاولوا للحظة تتخيلوا احساس الراجل, الأب, الكبير في السن ده  اللي سايب بنته الصغيرة اللي ماكملتش 20 سنة هي اللي بتناضل عشان الناس تسمع قصته. حاولوا تتخيلوا  هو قاعد جوة بيفكر في ايه!

شخصنوا الأمور.  خلوا كل واحد من ال 12 الف  أخوك, أو صاحبك, أو جارك, أو زميلك في الشغل, أو جوز زميلتك, أو ابن مدرستك, او الولد اللي في البقالة اللي بيساعدك في شراء الحاجات, أو السايس اللي بيساعدك في ركن العربية جنب قهوتك المفضلة ,أو الشاب اللي بيحاول يقنعك تشتري معطر و انت واقف في الاشارة, أو الطفل الصغير اللي بيزن عليك عشان تشتري مناديل, أو حتى الولد  اللي بيغلس عليك في الشارع. تخيل له شكله , تخيل له حياة. و تخيل انهم حتى استخسروا فيه وقت يحكي فيه قصته قبل اما يحكم عليه قاضي مش المفروض يبقى واقف قدامه.

الخميس، سبتمبر ٠١، ٢٠١١

جواب للسماء

طوال اليوم بأكلمها في دماغي النهاردة
يمكن عشان كان نفسي جدا تبقى موجودة الفترة دي. كان نفسي تتعرف على النسخة الأنضج من حفيدتها اللي كانت دايما بتشاكسها. كان نفسي احكيلها عن أم أحمد, و منى حسين, و أبو خالد. و كمان كان نفسي احكيلها عن سهرات المعمل, و انجازات العالمة الصغيرة اللي جوايا.

فيه ناس عمر الواحد ما بيتخطى فقدانهم. بيكمل حياته حاسس ان دايما فيه لون ناقصه, أو لحن فايته.

كان نفسي تبقى معايا, كان نفسي تقابله. 

النهاردة بالصدفة طريقي أخدني جنب قبرها. بعتلها حضن و بوسة على راسها. حكيتلها بسرعة عن مداعبات الحب الجديد و وعدتها المرة الجاية هاحكيلها كل التفاصيل بروقان و أكدتلها انها لو كانت قابلته كانت هتفرحلي.

ستو: أتمنى تكوني شايفاني و فخورة بان مقاوحتي طلعت مفيدة لما بأوجهها ناحية العسكر :)
وحشتيني و شايلاكي معايا في كل حتة.

الاثنين، سبتمبر ٠٦، ٢٠١٠

بحثا عن الفرح

اقاوم النوم بكل ما تبقى لي من قوة
استسلم تماما لفقاعة الحزن التي تطاردني.
ارجوها ان تبتلعني تماماً, ان تنفذ لأعمق أركاني, علها تعتصر مني كل لحظة حزن و وجع, فاستيقظ في الصباح أخف و أكثر عرضة للفرح

الأحد، أغسطس ١٠، ٢٠٠٨

موت اخر



محمود درويش
1941-2008