واحدة من أصعب معارك الثورة اللي الواحد بيستثمر مجهود فيها كل يوم, هو انه ما يحبطش, ما يستسلمش, ما يقعدش على الأرض و يقول "كفاية, مش قادر أكمل"
النهاردة أنا خسرت المعركة دي
عارفة ان غالبا بعد كام يوم و هارجع أقف و أقاوح تاني, بس في اللحظة دي حاسة الزعل غلبني
مش قادرة على دم تاني
مش قادرة على شهداء مش قادرين نجيب ولو جزء من حقهم, و حتى أساميهم مش لاحقين نحفظها من كترهم
النهاردة شوفت صورة الطفل ده
|
يوم ٣/٢ دخل طفل عنده ١٠-١٢ سنة واخد رصاصة في قلبه مستشفى المنيرة. لما الدكاترة أصروا يعملوا محضر الشرطة عملت خناقة واخدت الجثمان. محدش يعرف الشرطة اخدت الولد على فين. ومحدش يعرف في كام حد تاني زيه.
|
ماقدرتش حتى أقول عليه "شهيد"
حسيت أكيد في حاجة تانية أقوى و أرق تتقال على عيل صغير ما كملش 11 سنة نزل و أخد رصاصة في قلبه و مات
و قعدت أفكر, طب الشرطة خدت جثمانه و عملت فيه ايه؟ دفنوه؟ دفنوه كدة لوحده من غير أهله ما حتى يبوسوا راسه و يطبطبوا على شعره؟ أكيد التراب برد عليه.
أنا هاتجنن!
يعني ايه أحلم اني عايزة أخلف عيال و في عيال صغيرة كدة بتموت من سكات في البلد
كمان مش قادرة يبقى في زي الطفل ده كل يوم عشرات بيتعذبوا او بيتضربوا او بيتصابوا او بيموتوا, و بالتوازي مع كل ده ناس بتتخانق على تفاهات, و مزايدات, و كم من الحقارة البشرية
أنا مش قادرة أكمل, أنا عايزة اتبت بايدي و سناني في اللي باقي من انسانيتي و عايزة ما يبقاش حدث عادي في حياتي اني أشوف صورة زي دي
مش قادرة أكمل