السبت، يناير ٠٤، ٢٠٢٠

سواد


كنت فاكرة اني اختبرت كل درجات الحزن
لحد الفترة دي

فيه سحابة سوداء بالعاني تماما

بأصحى من النوم حاسة كأن حد ربط تقالات مثبتة كل حتة في جسمي مكانها

الصحيان محتاج مجهود

شايفة الشمس برة، عارفة بيقين حاد ان لو خرجت وقعدت تحت نورها هأحس احسن كتير، لكن الكام خطوة المطلوبين عشان ده يحصل أصعب على جسمي وقلبي من مشوار طرة الأسبوعي


لما أخدوا علاء تاني حسيت حد داس زرار ريستارت
كنت مرهقة بس الغضب كان بيحركني كل يوم وكل مشوار
كنت مصدقة اني قادرة على كل الرحلة كأننا باديين من الأول
سجن، نيابة أمن الدولة، مكاتب مختلفة لتقديم شكاوى، بيات قدام بوابة السجن، شيل شنط وجر شنط، طاقة أضعاف أي حاجة اختبرتها من سنين انفجرت جوايا
بس قدام كل يوم أو يومين لف ودوران عشان علاء
يومين أو تلاتة متسمرة في السرير حاضنة قطتي بأحاول اشجع نفسي أخرج من الأوضة
 
بعدين الغضب تحول لصديق دائم في يومي وبطل يبقى مصدر طاقة تدفعني للشارع
فات شهر واتنين وتلاتة والارهاق حكم قبضته
بقت حتى مشاوير علاء محتاجة مني مجهود مضاعف
مكالمة محامين أصدقاء لاستفسار صغير جدا بتتطلب اني أحايل نفسي بالساعات
رسايل دعم من ناس أعرفهم وماعرفهمش بتاخد مني ساعات وأحيانا أيام عشان بس استجمع طاقتي وافتحها مابالك بالرد عليها
رسايل تخص ظروف علاء وكل اللي معاه في نفس السجن، مجرد التفكير في كتابتها و ارسالها بيحسسني اني شايلة اضعاف وزني على كتافي
حتى السؤال "علاء عامل ايه" بقى ثقيل فوق الوصف
ثقيل لأنه ماهما جمعت مشاعري وطاقتي مافيش اجابة حقيقية وافية
وماحدش من اللي بيسأل قد اجابة حقيقية وافية
انتو بتسألوا السؤال عشان تقولوا ان علاء في بالكم، وأنا عارفة ان علاء في بالكم
بس في اللحظة دي- ومدركة قد ايه دي قسوة مش في محلها- سؤالكم واجابتي مش فارقة في حاجة
السؤال دايما بيتسأل في لحظة محتاجة اجابة مقتضبة وأي اجابة مقتضبة هتبقى مالهاش معنى
وأنا أول ما باسمع السؤال بابقى عايزة أي زرار أدوس عليه يمحي السؤال ويغير الموضوع

علاء عامل ايه؟

أحسن من غيره، دايما أحسن من غيره لأن ماهما كان الظلم اللي بيتعرض له فيه بني ادمين تانيين على بعد خطوات بيتعرضوا لظلم أسوأ وأسوأ

علاء عامل ايه؟

مبهر
علاء بالنسبالي دايما مبهر، مبهر قدرته عالصمود، مبهرة طيبته، مبهر قد ايه بيعدي بموجات غضب بس ما بيسيبهاش تحكم تماما سيطرتها على حياته ومستقبله
مبهر قد ايه قلبه مليان حب رغم كل اللي مر وبيمر به

بس عارفين أكتر حاجة معلقة في دماغي الأيام دي بدون مبالغة؟

علاء بردان
اخر زيارة علاء كان بيترعش أول نص ساعة في الزيارة. سألناه وأصر اننا ما نقلقش وانه بس عشان لسة صاحي من النوم وجسمه مالحقش يدفى، وكان مهتم اكتر يتكلم ويحكي ويعرف مننا أخبارنا وأخبار العالم
 
علاء قالي ما اقلقش بس أنا قضيت الزيارة كلها باتفرج على جسمه وباحاول أقاوم صورة فيها اني باهبد على أم الازاز اللي بينا لحد ما اكسره ونلف شال حواليه

علاء قالي ما اقلقش بس أنا عارفة اني في بيتي بردانة، وأنا عندي كل احتياجاتي من بطاطين ولبس ودافاية وجواكت وسرير

علاء قالي ما اقلقش وأنا السواد بيبلعني لما ابعد عن الشمس كام يوم، وهو بقاله 3 شهور كاملين ما قعدش 5 دقايق في الشمس


علاء قالي ما اقلقش بس أنا قلقانة وزعلانة وغضبانة وقلبي مش مسامح كل حد مسؤول وكل حد ساكت على اللي بيحصل لعلاء ولكل اللي في السجون




السبت، يونيو ٠٩، ٢٠١٨

مساحات

الكتابة صعبة 
فيه حاجة مرعبة في انك تفتح صفحة بيضاء وتسيب اللي جواك ينساب في كلام لبرة 

زمان كان ده تفاعل باتحمسله 
2014 داست على زرار غيرني للعكس تماما 
من البنت اللي عايزة تشرك كل الناس حواديتها ومشاعرها وعوالمها 
للبنت اللي عايزة تحضن كل تناتيفها جوة نفسها في شرنقة وتستخبى من العالم

2014 كانت تحدي فوق كل قدراتي


النهاردة قررت احاول اكتب 
سنتين, كل كام اسبوع افتح المدونة وابص عليها واستعجب, كل نسخة وكل مرحلة مني 
كأني باتفرج على حياة حد تاني في فيلم, كل الأحداث بعيدة عني 
أو كأني مستية التترات تنزل عشان ارجع لحياتي الحقيقية, حياتي زي ما اعرفها وشخصيتي زي ما فاكراها
ارجع لحياة فيها بابا على كرسيه بيتفرج عالتليفزيون ويتريق عليا 
فيها علاء بيناغشني ويدور عليا اونلاين 
فيها خالد بيكبر في حضن علاء ومنال 
...
مش عايزة اسيب عقلي يمشي ورا الاثر ده, لأنه اخرته عياط وقلبي هيتكسر للمرة الالف ويتفرط مني 

ساعات الاغتراب بيحكم قبضته فباحس كأني جزء من أحداث ما تخصنيش
طرة, كل مشوار بالليل, شراء مستلزمات البيت, الاجتماعات, متابعة الأخبار 
الا أغسطس 2014 
أغسطس هيفضل جزء موجع ومدمر من حياتي وتكويني ماهما حاولت استخبى جوة خيالاتي أو لحظات توهان ذاكرتي المؤقتة
كل حاجة 
ريحة المنظف, الاضاءة النيون, ملمس ايده, تغير شكله ايده وانتفاخها, لحظات يقظته, الأكل, لحظات غضبي, فيض الحب, كلامي, كلامه, الأغاني, الصمت, صوت الأجهزة, واللحظة الحقيرة بتاعة تصفير الأجهزة, وأول حاجة ماما قالتهاله

عمري ما كنت متخيلة ان ينفع تفاصيل تكتسب قدرة فائقة كدة على الوجع ..  تتوهم انها بتخفت بمرور الوقت, بس تتفاجئ انها اتسربت وغرست في مساحات تانية مستخبية من روحك


 عارفة اني لازم ألاقي مساحة معتدلة بين كل ده
عارفة اني لازم أفك قبضتي عن صورتي عن نفسي وحياتي زمان
عارفة اني لازم ابطل اتعامل مع السنوات دي على انها ترانزيت واتقبل انها حياتي, الصورة الكبيرة برة سيطرتي تماما, والقسوة محاوطانا أيا كان, بس أنا بايدي التفاصيل, أو حبة من التفاصيل ولحظات مهمة دلوقتي حالا رغم كل شئ
يعني ماهما حاولت, مافيش حاجة هتغير حقيقة ان يوم جوازي كان بغياب بابا وتغييب علاء
بس كمان ده مايغيرش حقيقة اني اتجوزت الحب, حب عمري, حب كل نسخي اللي فاتت وحبي أنا دلوقتي وللنهائية ومابعدها :)
وعارفة ان في لحظات الصفا باعترف لنفسي اني رغم كل شئ فخورة 
فخورة بيا وبينا, بقدرتي على التحمل, واننا في وسط كل ده قادرين نلاقي تفاصيل حب ونخلقلها براح صغير تزهر فيه

خطوة
نفس
براح مختلس
حب .. دايما وكتير





الخميس، أبريل ٠٧، ٢٠١٦

سحابة


فاصل سهتنة

الأيام دي ماشية بسحابة صغيرة محاوطاني :)
السكة صعبة بقالها سنتين, فقدان بابا, استمرار حبس علاء, الدفق الدائم من الأخبار المفجعة .. بس في وسط ده كله, هو موجود. طاقة حب و نور و دفئ و صداقة
لسة لما عيني بتقع عليه في وسط الناس, قلبي بيدوب.
حب حياتي اللي أحلامي اتغيرت و اتشكلت حواليه
ربنا رمانا في طريق بعض في لحظة رضا

كان بيجمعنا خيط رفيع, و مع مرور الوقت الخيط اتغزل حواليه ورد و ألوان و بقى أقوى
ماعرفش من غيره كنت هاتماسك ازاي و اكمل


و أنا صغيرة كانت تصوراتي أبسط عن الحب .. أكثر حدة, حلو و وحش, أبيض و اسود
في حاجات لو الحبيب عملها المفروض الدنيا تطربق على نافوخه
و حاجات لازم يعملها بشكل محدد جدا, عشان ترضيني و ترضي اللي حواليا
من غير ما اخد بالي خلقت قوالب و بقيت بازق فيها علاقاتي و توقعاتي  و ساعات كمان أحلامي
الدنيا و الثورة و الدنيا تاني هدتني
و لما اتهديت و اضطريت ارخي قبضتي حبة و اسيب نفسي اكتشفت .. الحب
حبه.. حبنا
البراح في انكم تلاقوا بعض و تاخدوا وقتكم في تشكيل عالم يخصكم بس
أحلام تجمعكم بتترسم بتأني, و بريشة بتحاول تلاقي سعادتكم الحقيقية مش تفاصيل الناس بتفرضها
مساحة الأمان اللي فيها انت نفسك من غير أي ضغوط أو احكام
الحب اللي بيحركه دايما-حتى في عز الخناق- غريزة انكم تلاقوا بعض
الحب المعجون بالصداقة

أسعد فقرة في كل يوم: ختامه بتنهيدة .. عمرو في حياتي


الأحد، مارس ١٣، ٢٠١٦

بابا 
شوفتني امبارح؟ :)

الخميس، ديسمبر ١٧، ٢٠١٥

السبت، ديسمبر ١٢، ٢٠١٥

مراسيل مع السحاب

جنني طول البعاد
(1)



نفس 
هاحاول اكتب 

في لحظة رقص و فرحة فجأة, فعلا فجأة خبطني العياط 
عليك و على علاء و علينا و على احساس خفة و ألفة عمره ما هيرجع

عجيب الموضوع يا بابا
انت بقيت الصوت اللي باكلمه في دماغي .. ده مش عجيب, ده متوقع و عادي
العجيب هو ان أغاني الحب بتستدعي صورتك, ده عجيب و مربك 
أغاني لسنين بتفكرني بعمرو, بقيت لما اسمعها أفكر فيك. مربك لأني لقيتني ساعات باتجنب اسمع أغاني حب بقالي كتير ما سمعتهاش عشان شريط عقلي ما يمسحش الذكريات المنقوشة و يستبدلها بالحفرة اللي بتبلعني كتير لما بافكر فيك
مش قصدي حاجة, باحبك, و عايزة صورتك ترافق خيالي طول الوقت,  و مش دايما التفكير فيك بيملاني وجع, ساعات باضحك و ساعات باحس بحنين لوقت كنت عيلة فيه و الأمور كانت حقيقي أبسط, و كتير بافكر فيك و احس اني فخورة اوي اوي .. بس أكيد انت متفق معايا في ان مش طبيعي بنت أغاني الحب كلها ترتبط معاها بصورة باباها يعني .. محتاجة كام أغنية حب تبقى في خيالي بترسم ملامح عمرو, و كام  أغنية حب تبقى مش مرتبطة بأي ذكريات, اقدر اسمعهم و اسرح و ارسم بخيالي مستقبل فيه أنا و عمرو و عيال كتير .. فاهمني صح؟ 

كل صور المستقبل فيها حفرة, فجوة, بؤرة سوداء بتلطش الواحد بالوجع, كرشة نفس .. مش عارفة اشرح, بس هي حاجة مرعبة تخيل حياتي قدام و انت مش فيها 
باهدي نفسي و اقول على الأقل أنا محظوظة انك قابلت حبيبي و حبيته و انبسطلنا و غالبا اطمت عليا قبل ما تمشي. بس ده كلام يا بابا انت فاهم ده, ده أي كلام,  وجع و غيابك مافيش حاجة تهونه.

في لحظات بتعرفك على طيف جديد من الحزن, نغزة جديدة من الوجع بتعيد ترتيب كل حياتك و تعريفها من بعدها. 
16 أغسطس محى من عمري اللي جاي سنين, و طفى في الروح خيالات


نفس
الكتابة لازم تبقى متقطع 
صعب اسيب نفسي اكلمك و اكتبلك بشكل متصل. باحس كأن لو سبت نفسي روحي هتفرط مني, فيا حاجة هتنفجر و هاتبعتر مليون حتة و مش هاعرف الم و الصم نفسي تاني 


نحاول نقفل بخفة

بيقولك يا أبو فلزة 

 آه آه من الليالي 
آه ده القلب داب 
حبك خيالي 
جنني طول البعاد


وحشتني
مواااه 
فلزة

الأحد، نوفمبر ٠١، ٢٠١٥

ومضات

من يومين اشتكيتلك ان الذكريات تايهة عني
كأن مخي عطل في فترة زمنية واحدة و مش عارف يسترجع أي حاجة قبلها 

النهاردة فجأة بدون سابق انذار افتكرت حاجتين 

كنت في اعدادي و عايزة اشتري جيبة مدرسة بقصة معينة عاجباني 
ماما كانت معتبرة دع دلع مالوش معنى و ان جيبة المدرسة مش مهم شكلها يبقى عاجبنا المهم تؤدي الغرض 
و انت اتطوعت تاخدني ندور على الجيبة اللي على مزاجي, و فعلا لفيت معايا بالعربية على فروع كتير من محل ريموندس. فاكر؟ 
خلصنا فروع الدقي و الزمالك, و عند مرحلة ما أنا متأكدة انك قررت اني مجنونة, بس برضو كنت مستعد تكمل معايا 

طب فاكر وقتها لقينا الجيبة فين؟ في فرع المحل في ناجية سنتر في الهرم :D 

و افتكرت المنيا, لما كنت بتدورلي على سكن عشان الجامعة 
و انت كنت فاكر ان زمان كانت أماكن السكن اللي تبع الكنايس بتستقبل شباب و بنات و تبقى بأسعار كويسة و نضيفة
فاكر كنا كل أما ندخل نسأل يرحبوا بينا بابتسامة, و أول أما يعرفوا اسمي يتلخبطوا اوي و مايبقوش فاهمين دي نكتة ولا احنا عبط؟ 
لحد اما حد فيهم تقريبا صعبنا عليه ففهمنا الوضع .. بعدها بقى اتكعبلنا في السكن و الأوضة اللي ساعتني أنا و حواديتي و أغاني عبد الحليم و القطة اللي تبنتها من المنور :)

باحبك 

الأربعاء، يوليو ٠٨، ٢٠١٥

تعويذة حماية


فجأة ابتدت تفاصيل اليوم ده تحاصرني 
قعدت أردد اسمه, كأني باستدعي طيفه يحميني و يبعد عني ذكريات اليوم ده 
أو كأني باستسمحه اني أقاوم ذاكرتي, لاني لسة أضعف من اني افتكر 

هاري بوتر عنده تعويذة Expecto Patronum بتستدعي طيف يحميك, خيال مرسوم بخلاصة أفكارك الحلوة 
أنا تعويذتي بتنادي بابا, يهش الأفكار الوحشة بعكازه, يطرد الكوابيس, يحرر اخواتيي, يمسك ايد ماما  .. و يحضني 

الثلاثاء، أبريل ١٤، ٢٠١٥

"أغسطس اللي فات خلق جوة قلبي مساحة من التوحد"

الأربعاء، سبتمبر ٠٣، ٢٠١٤

بابا

البعيد عن العين .. مستقر في القلب 

السبت، يونيو ٢٨، ٢٠١٤

السلاح السري ... سناء


في صغري  اكتر حاجة كنت باخاف منها "الموت"
كنت احلم بكوابيس كتير, فكرة موتي تقعد تطاردني و تخليني اعيط و انا في السرير لوحدي. ماما كانت بتقوللي ان خالتي كانت كدة و هي صغيرة. ماما عمرها مافهمت الرعب ده عندي او عندي خالتي, بس كانت هي اللي دايما بتساعدنا نتعامل معاه. لما اتكلمت مع خالتي قالتلي ان خوفها من موتها اتغير لما خلفت. ما فهمتش كلامها غير لما قدرت اتعرف على مشاعري ناحية سناء. اختي الصغيرة اللي بقت اطول و مني, و أجمل حد في حياتي

لما ماما حملت سألتني عايزة اخت و لا أخ. كان قرار صعب جداً على واحدة عندها ٨ سنين محتارة مابين ان يجيلها أخت فيبقى عندها سرير بدورين و تنام في الدور الفوقاني. او يبقى عندها أخ فيبقى فيه فرصة انه يرازي أخويا الكبير, من باب الغلاسة يعني. و بعد فترة طويلة من التردد و الحوسة, قررت اني عايزة سناء مش يوسف, او بمعنى أصح عايزة السرير اللي بدوين و هلالقي طرق تانية للغلاسة على علاء.

فاكرة يوم اما جت 
عزة قريبتنا هي اللي صحيتنا أنا و علاء عشان نجهز و نروح المدرسة . عرفنا ان ماما راحت المستشفى في نص الليل تولد. روحنا المدرسة في حالة نششوة عجيبة, دخلنا الحوش بنتنطط, و علاء كل اما يقابل حد يصرخ "أختي جت" 
خلصنا المدرسة و أخدنا من على المحطة الاوتوبيس و نزلنا جري على البيت بنتسابق مين فينا هيوصل الأول. 
دخلنا على ماما الاوضة, لقيناها مبتسمة في هدوء و شايلة كائن صغير
وطينا نتفرج على سناء, و هي ردت علينا بصوت مهتز ضعيف آآآ كأنه تزييق. علاء ضحك و قال " يا حرام مش عارفة تصوت و قامت سناء راقعة بالصوت اتخضينا و رجعنا لورا و بعدين فتحنا في الضحك 

سناء  كدة. من بعيد تديك انطباع انها بسكوتة, صغيرة يمكن مش هتعرف تتصرف, و فجأة طاااخ تفاجآك بانها اتصرفت و قدرت تعمل كل حاجة بما فيها الحاجات اللي انت ماعرفتش تعملها

زي يوم أما روحنا لقاضي التحقيق في أحداث مجلس الوزراء يسمع شهادتنا عن احتجازنا و التعدي علينا و على باقي المحتجزين 
اللي يعرفنا, يعرف اني أنا الشخص اللي بيقتكر بيانات و معلومات و تفاصيل, و بيركز جدا, و سناء الشخص اللي دايما عايش في عالم تاني في خياله, و بتنسى الأسماء و التفاصيل و سهل تتوه 

يومها قدام المحقق فاجئتني تاني 
أنا ابتديت احكيله اللي حصل, مشاعر, و أسماء و أوصاف االناس اللي كانوا معايا, لكن اكتشفت اني مش مفيدة في أهم حاجة و هي اني اقدم أوصاف تساعد في التعرف على اللي تعدوا علينا لأني بشكل تلقائي استخدمت واحدة من حيل التعايش مع التحرش الدائم في شوارع بلدنا و هي اني احول الناس اللي خايفة منهم او حساهم مصدر خطر لكتلة باهتة مالهاش ملامح


سناء بقى
أختي اللي كانت بتعتبر كل الكباري في البلد كوبري ثروت (الكوبري الوحيد اللي كانت تعرفه) قعدت قدام المحقق و ابتدت تدي أوصاف تفصيلية جدا للي شاركوا في التعدي عليها و على باقي اللي كانوا محتجزرين معاها (طول, لون البشرة, عدد النجوم و الشارات على كتفه) و اتعرفت على 3 من الظباط و طلعت صورهم من بين التغطيات الأخبارية لليوم 
فاكرة اني قعدت اشاكسها و اقولها "مين دي؟ عاوزة اختي سناء" :) بس كمان فاكرة اني يومها اكتشفت قد ايه سناء في الحاجات المهمة جدا المصيرية, مختلفة, و قدرتها على التركيز و حسم الأمور أضعاف قدرتي أو قدرة أي حد اعرفه



بقالي أيام في وجع  مكتوم جوايا مش قادرة اتعامل معاه. وجع له علاقة بأن كل تعاويذ الاخت الكبيرة في حماية اختها فشلت, وجع له علاقة بان الزيارة 3 دقايق اللي اختلستها في القسم كان بينا باب و أسلاك, ماعرفتش احضنها, و كانت كلها كلام بيتقال بصوت عالي سريع لمحاولة طمأنتها هي و البنات, و من ناحيتها هي كلام كتير كله توتر و طلبات و تعليمات

من قسوة الدنيا علينا الأيام دي انك ما بتاخدش نفسك تستوعب الوجع, تعبر عن حزنك, تحكي عن حبك لأخواتك المحبوسين.
النهاردة لما زرت سناء,جواب صغير, كلمات صغيرة بس منها كلها طبطبت و دوبت الوجع
تاني فاجئتني بقد ايه رغم المسافات و أسوار السجون هي بس اللي فهمت وجعي


ديسمبر اللي فات كتبت بعد زيارة لعلاء في السجن

"سجونكو ما بتخوفناش
و لو ظلمكو بيوجع, فبييجي يوم و بنفتكر كل تنتوفة حلوة في الحلم اللي مخلينا مكملين و مصرين نهزم كابوسكو
و بنفتكر ضحكة كل اللي فارقونا
و عندنا السلاح السري "سناء" 
حقيقي حقيقي بكل مدرعاتكو و سجونكو و دباباتكو و مشارحكو .. احنا أقوى منكو"

صحيح هم عندهم سجون و مدرعات و رصاص و محاكم و أقسام و نيابات
و ممكن يفرقونا عن بعض, علاء في سجن طرة و سناء في سجن القناطر 
 تصريح زيارة علاء من محكمة زينهم و تصريح زيارة سناء من محكمة العباسية

لكن احنا عندنا السلاح السري "سناء" و طاقة حب فايضة تتخطى أسوار كل السجون 

الخميس، فبراير ٢٧، ٢٠١٤

مين يسأل علينا


لو تروح و تقول مسافر, مين يسأل علينا 
مين يسأل علينا
عدسة إسلام أمين

علاء
الحب الاول
مرة زمان و أنا صغيرة جدا قلت بكل براءة "اما اكبر هاتجوز أخويا" كان الهدف من العبارة اني أضمن انه هيفضل قريب مني للأبد
كبرت و فهمت بعدها حقيقة العلاقات, و فهمت ان علاء –طول ما هو يقدر- هيفضل معايا و جنبي

عمرنا مات و لا عايش
مين يسأل علينا 

أوقات كتيرة من فترة مراهقتي كنت غضبانه منه, غضبانة من تمرده الدائم, غضبانه من  تحديه الدائم للقيود الاجتماعي, انه دايما بيزق السقف

وقتها كان هوسي الأساسي ان الناس تتقبلني, الكل يحبني, اني امتزج مع كل تصوراتهم عن "الصح" و "المقبول" اني اتبنى مفاهيمهم عن "العيب و الغلط" و وجود أخ زي علاء كان مبوظ الوصفة.
و أما كبرت, بقينا أصحاب, و اكتشفت: كتير من الدروس المهمة في حياتي ابتدت بتعاليم أخويا.
ان الواحد يعرف يعلم نفسه بنفسه
ان الواحد ممكن يبقى المجتمع لافظه, نظام التعليم مبططه, بس هو عنده شغف بحاجة و يعلم نفسه و يبقى شاطر فيها بشكل متفرد
ان الواحد ممكن في كل لحظة من حياته المهنية يبقى شغله نضال. ان يبقى كل مجهود بيحطه في شغله بيستثمر في نفس الوقت في تحرير المعرفة, اتاحة المعلومات للجميع, ان العلم و حصولك عليه و التكنولوجيا ما تبقاش مرتبطة بمستواك الاجتماعي و علاقاتك و امتيازاتك الاجتماعية.
و ان كل الأسئلة مباحة, من حقك تعيد التفكير في كل حاجة
واجبك تتحدى السلطة
ان المواطن العادي الضعيف لا يحمل نتيجة قمع السلطة لو تحدى جبروتها. و ان واجبنا نوفرله وسائل تساعده في النضال, و نقدمله حماية إن أمكن, و ان أمانه و كرامته مش مفصولين عن أمانا و كرامتنا, و نضاله من نضالنا.
 
علمني علاء ان أحلى حب الحب المعجون بالصداقة
أكتر من نص عمري قضيته حوالين منال و علاء.
 اعترف, الأول كانوا بيجننوني!
 ماعرفش ازاي ممكن اتنين يبقوا حقيقي بيقضوا كل الوقت ده بصحبة بعض من غير اما يتجننوا و حد فيهم يرمي التاني من الشباك.
لكن مع مرور الوقت كبرت و كبر حبهم حواليا و فهمت. 
شراكة لحظات اليوم 
تفاصيل الحلم
دفئ الصداقة
رحلات السفر
ساعات العمل معا
دلو علاء و منال
خالد
و بخالد تبدأ رحلة جديدة ... بها من الحب ما يفيض ليشملنا



فى المسا زى الصباح
واللى جاى فين
واللى راح
خدنا إيه غير الجراح


حبسك قطم روحي
كل اما احس اني هاتجنن لو ما اتكلمتش معاك ادخل ادور على تغريدات قديمة بينا او ايميلات و أحاول اتونس بكلماتك.
مرعوبة يا علاء
مرعوبة ده يبقى الحال لكتير
مرعوبة الفراق يطول
بس مرعوبة أكتر اعتاد الوجع. الوجع بيفكرني ان الوضع ده مش طبيعي, ان حرمانا منك شئ قاسي و أكيد مؤقت. ما ينفعش يبقى عادي. صح؟ 

فجأة افتكرت
مرة كنا عاملين مؤتمر للتضامن مع معتقلي اعتصام العباسية, و جالنا أم و أب كبار في السن معاهم صورة ابنهم مفقود. وروني الصورة و ابتدوا يحكولي عنه و هم بيدمعوا. اسمه شريف سعيد, عمره 19 سنة, مش عارفين نلاقيه, سمعنا انكو بتدوروا على المفقودين, ناس ولاد حلال دلونا عليكو
مش عارفة ايه اللي فجأة خلاني اسأل. " امتى بالظبط اختفى" و الرد جالي " أبريل 2000"
يعني من 12 سنة – وقت اما قابلوني- لكن كلامهم عنه كأنه مختفي الأسبوع اللي فات, الجرح صاحي و الأمل في لقاء لسة عايشو و رغم مرور 12 سنة على غيابه بالنسبالهم هو لسة ابنهم اللي عنده 19 سنة و الثورة جددت أملهم في انهم يلاقوه.
خايفة احاول اتصور حالهم دلوقتي.

خدت حسك من بيوتنا
مين يقول انك تفوتنا 

آخر سنتين طورت طرق دفاع تخليني أعرف اتعامل مع كم القسوة اللي بقت مفروضة على تفاصيل حياتنل اليومية. فقاعة بتعزلني عن البني ادمين اللي ممكن يجبروني ادوس على الجرح, لأني مش متأكدة اني قوية كفاية لتحمل الوجع
بادخل قوقعتي و استخبى, كل اللحظات المؤلمة بادفسها بسرعة في ركن مظلم جوايا. كل أما الثقل يزيد و أحس جناجاتي هتتقطم اتكرمش جوة نفسي أكتر. في لحظات العزلة دي اكتشفت ان شخصين بس اللي بيقدروا يوصلولي و طبطبتهم مش بتكسرني. انت و عمرو
و اكتشفت اني باعتمد دايما على انكو –لوحدكو من غير اما اقول- مراقبني عن قرب و بتلحقوني دايما و انا على حافة الانهيار.
مكالماتك بالليل "مين اللي مزعلك بس؟"
تغريداتك "سيبوا البت أختي في حالها" أو " أنا بقى فخور اني علاء أخو منى" :)
لما فجأة بتقرر تعدي عليا و تشاركني واحدة من مشاويري الكئيبة لمحكمة أو قسم أو مشرحة
  
بتيجي عليا لحظات كدة, امسك الموبايل عشان  أكلمك افضفضلك
أو ابقى واقفة عند محكمة بقالي ساعات و لوهلة انفصل عن حقيقة اللحظة و اتصور انك ممكن تعدي عليا
لما بافتكر
لما باشوف في خيالي بوابة السجن 
بتخبطني حقيقة اني استنفذت كل حيل مقاومة وجع فراقك

فاكر لما مدحت قوتي في تحمل المآسي ؟
ما تختبرش قوتي بحبستك يا علاء.
 تعويذتي انهزمت عند بوابة ليمان طرة.


قلنا لما انبح صوتنا
مين يسأل علينا
مين يسأل علينا!

الأربعاء، يناير ٢٢، ٢٠١٤

جواب من علاء

ده جواب علاء كتبهولنا من السجن يوم 24 ديسمبر 2013. قعدنا أسابيع نتفاوض مع إدارة السجن عشان يسمحولنا نستلمه. في مرحلة ما لما سألنا ليه ما يينفعش ناخد الجواب؟ جالنا الرد "عشان كاتب فيه عن السجن"
فيوز من عقلي ضرب!
حابسينه في زنزانة انفرادي, بيقضي 20 ساعة في اليوم على الأقل تماما لوحده, أياما الاجازات بيمنعوا عنه التريض فممكن توصل لأنه محبوس انفرادي 48 ساعة او حتى 72 ساعة, متوقعين انه اما يكتب جواب هيكتبه عن ايه؟؟ دريم بارك!!!

اترددت قبل ما انشره, اترددت عشان الكلام مستخبي جواه كم غضب و وجع و احباط, و بعدين قررت انشره. دي حقيقة اللحظة اللي احنا عايشينها, ليه أنكرها أو احاول اجملها؟؟ 

كل زيارة بنروح و جوانا هوجة مشاعر: غضب, وجع, قلق من اللي لسة جاي, احباط, وحشة, راحة لوجود العائلة, و حب ... دايما دايما في وسط كل الوجع في طاقة حب فايضة

جواب علاء: 

إلى منى وسناء
وحشني جدا مع إني بشوفكم وأنا محبوس أكتر مما بشوفكم بره. يمكن عشان بره بقدر اتطمن عليكم في أي وقت وببقى متابع وفاهم أخباركم، أما في السجن لازم نقرر هنقضي وقت الزيارة القصير نتكلم في أي أخبار ونقسم الوقت بحرص وطبعا مش هلحق اسمع الأخبار التافهة الللي بتخليكم منى وسناء. خناقات منى على تويتر أو حالات الرومانسية اللي بتركبها، سناء أتفرجت على ماتشات الأهلي ولا لأ ومغامراتها العجيبة اللي بتقع فيها من غير ما تاخد بالها.
يمكن دي أصعب حاجة في الحبس، ان حد يبقى متحكم في وقتك بالشكل ده. لدرجة انك تتحرم حتى من القلق لأن مش هعرف ان خالد خد دور برد غير بعد ما يكون خف. ان حد تاني متحكم في تزامن أحساسنا بنفس الحاجة. يعني مثلا العاصفة الثلجية، وصلني المدد اللي بعتوه عشان البرد بعد ما خلصت خلاص. البلد كلها قعدت 4 أيام بتكلم بعض عن الطقس لكن على ما وصلتولي في الزيارة مكنش متاح لينا غير إني أطمنكم أن عرفنا نتصرف ووضعنا كويس. مش إن نحكي بحماس عن قد أيه الدنيا برد. 

وأنا بلبس كل هدومي فوق بعض وبرص بطاطين فوق بعض فكرت إن فيه ناس في عشش أو في الشارع معاها هدوم أقل وبطاطين أقل. بس بعد أبرد ليلة لما قررت أن لازم أسد شبابيك الزنزانة ثاني يوم ادركت إن حتى المشردين يقدروا يقوموا في أي وقت يختاروه يدوروا على حل للبرد. يمكن يلاقوا ويمكن لأ لكن أحساس إن سلطة ما هي اللي بتقرر ببيروقراطية عشوائية أمتى هيتفتح علي وامتى هلاقي كرتونة أسد بيها الشباك وامتى النبطشي هياخد إذن يجيب سلم ويطلع يسد الشباك يقهر.

أتخيل أنكم بتتعاملوا مع إحساس مشابه وانتم بتدوروا على احتياجاتي وفق لمواصفات السجن. هدوم ثقيلة بيضاء بلا علامات. سمعت إن مها مأمون أضطرت تفك وتركب الجاكيتات من أول وجديد عشان يسمح بها وعلى ما ده تم كانت الحرارة رجعت 20 :-)
ومعرفش مين اللي لف وسط البلد يدور على محل لسة بيبيع راديو موجة واحدة وليه أصلا الهم ده؟
بس كل ده مجرد منغصات بتأكد على فكرة الحبس، ان ارادتك مسلوبة تماماُ وحد متحكم في وقتك وجسمك. المشكلة أنه متحكم في روحي، بيحددلي أشوف منال وخالد أمتى وأبوسهم واحضنهم قد ايه.
والمرعب أكتر إحساس أنه ممكن يقلل، لو أتحكم علي الزيارة هتبقى كل أسبوعين مش كل أسبوع، الجرايد بتتكلم عن تطبيق نظام الزيارة بكابينة زجاجية وتليفون، يعني لو أطبق علي مش هعرف ألمسكم، هتواصل مع خالد إزاي أنا كدة؟
واللي يقهر إن ناس كانت عاقلة أول أمبارح تكتب في الجرايد تحرض على منع زيارات زوجات وأبناء المعتقلين عشان الأخوان ميطلعوش تكليفات وأوامر! كأن المسجون ده مش بشر أصلاٌ.
ولا اللي لسة عاملين فيها عاقلين وقاعدين يكتبوا عن ازاي الحكم على ماهر ودومة وعادل نتيجة للإختيارات السياسية الخاطئة, 6 أبريل وفقدانهم شعبيتهم، كأن أحمد ماهر ده فكرة مجردة أو كأن المحبوس ده شخصية اعتبارية أسمها 6 أبريل مش بني آدم عنده بنت عندها 5 سنين محتاس هو دلوقتي في أنه يشرحلها هو فين وبعيد عنها ليه وهيرجع امتى.

قراءة الجرائد عموماٌ بقيت مستفزة جدا بعكس الحبسات اللي فاتت بس أهي بتضيع وقت. ما هو من نتائج ان غيرك متحكم في وقتك أن يبقى عندك وقت كثير مش عارف تعمل بيه ايه.
ماتتخضوش من كلامي, ظروفنا كويسة ومقارنة بحبسات سابقة احنا في وضع مريح جدا, وفي التريض بنبقي مع بعض ونص اليوم بندردش بالزعيق من بين الزنازين والوقت بيعدي في القراءة.
وبالمفاوضات الأمور بتتحسن, قعدنا اسبوع نتفاوض علي الجرائد والراديو, ادينا اهو بنتفاوض علي الجوابات ووعدونا ان الرسالة دي هتوصلكم وبقالنا اسابيع بنتفاوض علي حق نشر مقالات وعلي دخول تلفزيونات ويمكن في يوم من الأيام يسيبوكم تدخلوا جوابات من الاصدقاء وتوصلنا تلغرافات.
الواحد حاسس إنه صائب عريقات, الحياة تفاوض. الدنيا ماشية بس قهرة النفس وحشة.

يوم ما اقتحموا البيت وقبضوا علي كان خالد عيان ومش عارف ينام، أخدته في حضني ساعة لحد ما نام. وبصراحة اللي مكمل على قهري اني حاسس ان الحبسة دي ملهاش أي قيمة، لا ده نضال ولا فيه ثورة والعالم اللي مقضياها تفاوض رغم أنهم مش محبوسين دول ما يستاهلوش أني اتحرم من ساعة واخد فيها خالد في حضني، الحبسات اللي فاتت كان فيه معنى لأني أتحبس واتماسك، كنت حاسس اني داخل السجن بمزاجي وطالع منه كسبان، دلوقتي حاسس اني مش طايق الناس والبلد وان مفيش اي معنى لحبسي غير بس أنه يحررني من الاحساس بالذنب لعجزي قدام كم الفجر في الظلم والفجر في تبريره.

صحيح أنا لسة عاجز، بس أهو بقيت مظلوم من ضمن المظاليم ومرفوع عني الحرج والذنب. وبصراحة ساعة مع خالد أفيد كتير.
انا اصلا مش بفهم ازاي عارف اعيش من غيره ولا عمري فهمت ازاي بعرف اعيش من غير منال, لما جالنا خبر الضبط والاحضار منال قعدت تحاول تعمل ترتيبات عملية عشان شغلنا ميعطلش وانا اتوترت جدا منها ومن جلسة قعدتها مع ميسرة بحاول اسلمه جانب من شغلي وبتفق معاها مين يشيل باقي المسئوليات, كنت عارف زيها اني هتحبس بس مكنتش عايز او عارف افكر ازاي حياتنا تستمر من غير ما نبقي مع بعض. لكن في الآخر أهي بتستمر مش معنى ان إرادتي وتحكمي في الوقت توقفوا أن الزمن نفسه توقف.

الفكرة مرعبة، قدامي جنايتين وواضح أنهم قرروا أن لازم ناخد أحكام، وواضح أن حال الثورة بائس لدرجة ان ينفع ناخد أحكام يعني الزمن يمكن يفضل واقف عندي وبيتحرك عندكم لسنين يعني خالد هيكبر من غيري، يعني قدامه أدوار برد كثير هينام من غير حضني.
أو يمكن لأ، يمكن هخرج بعد شهر أو شهرين، أو يمكن هخرج بعد ما يخلصوا خارطة الطريق الملعونة بتاعتهم. المسألة بمزاجهم والزمن والوقت تحت تحكمهم.
أنا آسف على الغم، انتم عارفين اني بكره جو أخي انت حر وراء السدود وقد أيه السجن عظيم ومش هيقدر يكسرنا. في كل مرة بتحبس حتة بتتكسر زي ما في كل مرة حد غيرنا بيتحيس ظلم كلنا بينكسر فينا حاجة، زي كل شهيد بيموت الكل بينزف، صحيح أهله وأحبابه بينزفوا اكثر بكثير بس كله بينزف وكله بيدفع الثمن.

أنا كويس قهرة الروح دي انتم عارفين اني كنت عايش معاها بره زي ما أنتم عايشينها وكل يوم فيه خبر يعصر القلب وفيه تخاذل بيكتم النفس أنا بس هنا عندي وقت كثير مش عارف أعمل بيه أيه فمركز مع القهر بزيادة.
أنا بس زهقت, لكن هتعدي زي ما اللي قبلها عدت وهرجع أشوفكم أقل وترجعوا توحشوني أقل عشان منى هتبقى مشغولة بخناقتها وشطحاتها الرومانسية وبالتوفيق ما بين أدوارها الكثير اللي بتتنازعها وسناء هتبقى مشغولة بمشاريعها الكثير الغامضة ومغامراتها الكثير العجيبة من غير ما تاخد بالها أصلاٌ، وأنا هبقى مشغول بمنال وخالد وبأسباب جديدة للغضب والمقاوحة.

بحبكم علاء
سجن ليمان طره 24/12/2013