أخر صورة صورتها قبل القبض عليا أنا و اللي معايا |
من ساعة أحداث مجلس الوزراء و أنا النوم مجافيني
حاولت أول كام يوم أتحداه, بس النتيجة اني كنت باقعد في السرير بالساعات مش عارفة أنام, فاستسلمتله و بطلت أقاوم
بقى طقس كل يوم: أعمل حاجات كتيرة من بعد منتصف الليل لحد بعد الفجر, أشغل نفسي في تويتر, تدوينات, مراجعة أوراق قضايا, و محاولات عبثية لاسترجاع شغفي بالعلم, كل ده و أنا مستنية النوم يرفق بحالي و يخطفني على غفلة.
من مكتسبات انك تبقى بنت و بتكبر في بلد جزء أساسي من تجاربك اليومية هو التحرش الجنسي في الشارع, انك بتطوري
طرق دفاعية لتقليل من تأثير ده عليكي. واحدة من الحاجات اللي اتعلمتها, اني بطلت أشوف وشوش الناس و افتكرها.
في الشارع, الناس حواليا بيبقوا كتل شفافة. الجانب السئ في ده, اني لما بقيت في ايد ظباط بيضربوني و بيشتموني, نسيت أفكر نفسي أبص في وشوشهم كفاية عشان أفتكرهم, و على طول حولتهم لكتل شفافة و ما شوفتهمش!
فاهمة اني محتاجة أقعد مع نفسي قعدة أكتب فيها شهادتي عن يومها, وافتكر كل تفصيلة.
كل شوية بافتكر حاجة كنت ناسياها
من كام يوم افتكرت اني ما ردتش على أي حاجة هم وجهوهالي جوة مجلس الوزراء, بس قمة العبث ان الكلمة الوحيدة اللي نطقتها بشكل عفوي كانت "شكرا" !!
و احنا جوة, عسكري جاب ازازة مياه و حطها قدامنا. اوعوا تفهموا غلط انهم عملوا كدة عشان شافونا بني ادمين. خالص. عملوا كدة و هم عمالين يتريقوا " المياه مافيهاش سم ما تقتلقوش" " اشربوا عشان ما يقولوش اننا عطشناكو" ... وقتها دماغي كانت سارحة في حتة تانية, و ماطلعنيش من سرحاني غير السكتش المسرحي اللي عملوه عن موضوع المياه دي, و هم بيزقوا الازازة ناحيتي بشكل عفوي قلت "شكرا" !! لما افتكرت ده من يومين اتعصبت من نفسي جدا, هو ده يا فالحة اللي طلع منك جوة! شكرا! خرة خرة خرة
أسوأ حاجة في التجربة مش اللي حصللي, لأن الحقيقة ان اللي حصلي ولا حاجة جنب اللي شافوا ناس تانيين كتير على ايد الجيش جوة مجلس الوزراء, أو مجلس الشعب أو حتى في الشارع.
بس بشكل شخصي أسوأ حاجة رحلة الاحتمالات اللي بتعملها في دماغك!
من شهر مارس و أنا قاعدة باسمع قصص تعذيب مواطنين على ايد الجيش, و فجأة انا في ايديهم, كل الاحتمالات ممكنة! و انك تمر بكل الاحتمالات دي في دماغك هو بالنسبالي أكتر جزء مرعب.
قلتها قبل كدة و محتاجة أقولها تاني " انا كنت أجبن واحدة فيهم" و أول ما خرجت قعدت أدعي ان كل اللي كانوا معايا ( ماما خديجة, الست المنقبة, الأم الهادية, البنت اللي في العشرينات, الشابة اللي كانت جنب ماما خديجة, الطفل, الصحفي) ما يشيلوش مني على جبني و صمتي.
بس كمان اتعلمت ان مهما كانت تصوراتنا عن لو اتمسكنا هنتصرف ازاي, و مهما كانت تصوراتنا و احنا بنسمع قصة انتهاك اننا فاهمين الضحية و قادرين نحط نفسنا مكانها و بالتالي نصدر أحكام على تصرفاتهم بعدها, مش بالضرورة كل التصورات دي تطلع حقيقية.
في وسط كل التفاصيل التايهة و الملامح الضبابية لليوم ده في حاجات فاكراها كويس
فاكرة الضرب, فاكرة اني ما توجعتش.
فاكرة أحمد عزت و هو ماسك فيا و بيقوللي " ما تسيبينيش يا أبلة"
فاكرة ضحكة كل واحد فيهم
فاكرة راجل بدقن و بلبس عادي و هو عمال يشتمنا بأقذر الشتايم
فاكرة و هم بيضربوا البنت
فاكرة تتابع الأقلام على وش ماما خديجة
فاكرة اني كان مسيطر عليا فكرة واحدة بس " اطلع موبايلي و اكتب تويتة " أنا مرعوبة"
:(
ردحذفيا رب نعرف نشيلهم بقى
فعلا يامنى التخيل باللى هيحصلك شىء رهيب
ردحذفبعد مانتى مشيتى من المستشفى قولت لشريف انا نازل الميدان وراجع تانى خلى الك من عبودى اول ما نزلت قولت اروح اشوف خيمتنا لاقيت الشارع لايوجد به اى شىء ولا اكنى كان فيه اعتصام وفجاءة خرجو من كل مكان وعرفت اجرى منهم وضربت عسكرى بوكس فى وشه بس حظى وقعنى فى مجموعه منهم عند الشيخ ريحان اول ما اتقبض عليا وانا داخل مجلس الشورى كل عسكرى خارج الشارع لازن يمسى عليك بضربه انا مش فى كل الضرب اللى نازل عليا انا فى ايه ممكن يحصلى جوه ؛ ياترى هطلع عامل زى عبودى ؟ طب ياترى هطلع اصلا ولا لاء تساؤلات رهيبة تخليك مش مركز مع الضرب
حمدالله علي السلامة يا بطلة، وربنا يُسترها معاكي ومع العائلة الكريمة ومعانا كُلنا.
ردحذفأنا شايف إننا محتاجين إرشادات عن كيفية التعامل مع الشرطة العسكرية عند القبض علينا، هل التهديد بمعرفة اللواء فلان -بالكذب- يُجدي معهم، هل الإستسلام وعدم محاولة تفنيد إدعاءاتهم هو الأمثل، هل لو عرفوا إن المقبوض عليه علي قوة الإحتياط بالجيش ده معناه إحالة للشرطة العسكرية؟
شكراً يا بطلة وسأنتظر الرد علي حسابك علي تويتر
هــــــــــــــــــانت :( :)
ردحذف