الاثنين، ديسمبر ١٢، ٢٠١١

شهداءنا ... أبطالنا


قابلته على باب مشرحة زينهم. حكالي ان هو و أمه عايزين يطلعوه في مسيرة على التحرير و يتصلى عليه هناك في مكان استشهاده. ابتدينا ننشر رسالة نطلب فيها من الناس تضم علينا لتوديع شهيدنا لكن "ولاد الحلال" تدخلوا و أقنعوه بالعدول عن فكرة صلاة جنازة في الميدان و فعلا غير رأيه و مشي.

لكن كان مكتوب ان طرقنا تتقاطع تاني.
الجمعة اللي بعدها " جمعة رد الاعتبار للشهداء " قابلته . وقفنا قدام لافتة كبيرة على مدخل شارع محمد محمود مكتوب عليها أسماء الشهداء و سألني  بتردد" عادل اسمه هنا؟ "  رديت بكل ثقة "أكيد طبعا"  و ابتديت ادور على اسم عادل. اما لاقتيه شاورتله بحماس " اهو اهو, فوق على الشمال"  بص على الاسم و و نادى أم عادل قالها "اسم عادل أهو" و بكى.


أبو عادل كان بس عايز حد يعترف  بقيمة موت ابنه. حد يعترف ببطولته و استشهاده. قعد أيام يقرأ و يسمع  تصريحات كل مسؤول عن أحداث العنف في محمد محمود , كل واحد فيهم يؤكد ان مافيش رصاص حي استخدم, طيب و الخرم اللي هو شافه بنفسه في رأس ابنه في مشرحة زينهم!

طول ما المسؤولين عندنا بالبجاحة الكافية انهم يبصوا في في أجساد فرغتها الطلقات من الحياة و هم بيدعوا انهم لم يستخدموا طلقة واحدة تجاه المواطنين.
وطول ما اعلامنا الردئ و الأقل رداءة,  و صحفنا التابعة للدولة و الأقل تبعية, مهتمين فقط بتسليط الضوء على الثوار المهندمين.
و طول ما الاعلام الدولي مهووس باختزال الثورة في تويتر و فيس بوك و الهلع من أسلمة الثورة,

عمرنا ما هنفتح التليفزيون أو الجرائد و نلاقي دي القصة الأساسية :

عادل امام, شاب صنايعي. ما قالش لأهله انه رايح ميدان التحرير. 
عادل استشهد يوم 21 نوفمبر في محمد محمود بطلق ناري اخترق الرأس و في جيب بنطلونه ايصال شراء مستلزمات للمستشفى الميداني من شاش و قطن بفلوس يوميته.

هتفضل دائما دي واحدة من مسؤولياتنا : ننقش قصص أبطالنا في ذاكرتنا, نرددها لأصحابنا و أقاربنا و الناس حوالينا, نرفع أساميهم و صورهم في كل الميادين, نسجل السرد الحقيقي لثورتنا لحد اما نجيب حقهم أو نموت زيهم.

ثورتنا هتكمل لما يبقى اسم "عادل امام" بيستدعي في ذهن كل الناس شهيد مصري شاب بطل مش ممثل موالي للمخلوع.

أقروا الفاتحة  لشهداءنا

هناك ٣ تعليقات:

  1. رائع كالعادة. يارب نقدر نعمل حاجة للفقراء عشان الثورة دي في الاصل ليهم

    ردحذف
  2. واحد زميلي في الكلية حكالي عن جاه كان معاه في 28 يناير واتصاب برصاصة في الحبل الشوكي واتشل واتعمى..وبعدين ايام احداث محمد محمود سمع ان في 30 واحد ماتوا(الكلام ده يوم الاتنين في اسبوع محمد محمود) جاله اكتئاب من اللي سمعه وحالته اتدهورت ومات..الله يرحمهم جميعا

    ردحذف