السبت، يوليو ٠٢، ٢٠١١

الموت في الميدان

و أنا صغيرة كنت باخاف من الموت
أسوأ كوابيسي كان فيها ان حد بيدخل الشقة بس عشان يموتني. كنت أقوم من النوم و أجري أنام على باب أوضة ماما و بابا عشان يحموني. و ساعات كنت باتشعبط فوق مكتبة حديد كبيرة في أوضتي واصلة للسقف, عشان لو جه الحد اللي عايز يموتني ما يعرفش يلاقيني.

حتى لما كبرت "موتي" كان فكرة مخيفة جدا بالنسبالي. أي حاجة مش بابقى فاهماها و قادرة أوصفها بتخوفني.

كنت بازعل أوي من ماما لما بتتكلم عن موتها بهدوءو كأنها بتحكي عن مشوار بتعمله كل يوم. 


أول تجربة بجد ليا مع الموت كان موت جدتي, ستو فيفي, الله يرحمها.
موتها أخدني على غفلة, و وجعني جدا بس على عكس ما تصورت ما انهرتش. وجع موتها ماكانش الوجع اللي يخبطك و تنهار و بعدين ييجي يوم تنجح تنفضه عنك و تحس انك أقوى. وجع موتها كان الوجع اللي في لحظة ينبت جذور جواك, تمشي كل يوم و انت عارف انه  جواك, و لما ييجي يوم كله سعادة و انتصار , ينغزك الوجع ده و يفكرك ان سعادتك كان ممكن تبقى أنقى من كدة لو الشخص ده كان موجود.
اتعرفت على الموت تاني يوم الأربعاء 2 فبراير,
في وسط الميدان و السماء اللي بتمطر نار, و أصوات الخبط على الحديد, و ضرب النار..اتصالحت مع الموت

فجأة موتي ما بقاش حاجة باخاف منها.

شوفت الموت بعينيا, سمعت صوته, شميت ريحته. كبرني سنين بس ما كسرنيش و ماخوفنيش. 

كل المصطلحات اللي ممكن كنت اقول عليها "كليشيه" حسيتها. كانت أول مرة أحس ان ممكن يبقى فيه حاجات تستاهل الموت عشانها, و ان فيه ناس الموت في وسطهم دافئ.

و رجعنا تاني الميدان يوم 28 يونيو.
رجعنا تاني الميدان و رجع الموت يصاحب خطواتنا هناك. رجعنا نتكلم عن الشهادة و الموت كأنهم جزأ طبيعي من حياتنا.
نسمع صوت الضرب نجري ناحيته مش بعيد.
نشوف واحد بيقع, نجري نشيله و عشرات يقفوا مكانه.
الميدان كسر خوفي من الوحدة و من الموت
الميدان حفر جوايا صور و وشوش ناس يمكن عمري ما هأعرف أساميهم بس بقوا بالنسبالي صحبة عمر.
الميدان علمني احتمي بالاف الغرباء و أراهن معاهم بروحي على المجهول

الموت في الميدان مش بيخوف, لكن نسيان اللي ماتوا هو أكتر حاجة تخوف.

هناك ٧ تعليقات:

  1. و ما أجمل الموت فى الميدان:)

    ردحذف
  2. يا رب نولنا الشهاده بقى ... لحسن الحياه مليانه دستور اولا وانتخابات اولا و قرف

    لو عشنا مش هنعيش فله .. هنقضيها دفاع و قهرعلى حقوق الانسان و العداله الاجتماعيه و سنتنا طويله


    الشهاده بقى يا رب

    ردحذف
  3. انا في حياتي مقرأتش كلام زي ده
    هزني اوي .. وجعني ..
    :)

    ردحذف
  4. حبك المفاجي للموت يدل على وطنيتك
    لمصر

    ردحذف
  5. الموت اصبح أسمى أمانينا لأننا مش ناويين أبدا نتنازل عن حقنا في الحياة بكرامة وحرية. شكرًا على مجهوداتك الدائمة وعمرنا ما حننسى اللى ماتوا

    ردحذف
  6. ـ" الميدان علمني احتمي بالاف الغرباء و أراهن معاهم بروحي على المجهول "ـ

    حاجة غريبة بجد ...
    تقريبًا كلنا زمان .. كان علاقتنا بـ الموت دى .. ان الواحد لمّا يكبر .. و يعجز .. هايموت !

    مع الوقت .. لقيتنا ان الواحد ممكن يموت فى النص لأسباب تانية غير انه يكبر ..

    و مع الثورة .. لقينا ان ممكن نموت فى الميدان ....
    مش بسـ كدة .. و فعلاً تقريبًا دى الموتة اللى بقينا نحلمـ بيها و نتمنّاها ...

    الموتة اللى نحلمـ بيها ؟؟

    تخيلى الموت كان حاجةبتخوّفنا زمان ..
    و دلوقتى بقينا نحلمـ بيه !

    تسلمـ إيدكـ

    ردحذف
  7. رغم سني لم اعد العده جيدا لمجابهه موتي الشخصي كل أملي أن أموت والله راض عني ولأنه قد يغر الانسان نفسه برضا الله فمازلت اخاف الموت وأنا مغروره برضي الله علي ولما مات الصغار شهداء رأيت منايا ان اموت شهيده مثلهم لعل وعسي يرضي الله عنا كم أحب طريقه موتكم شهداء حبا وكرامه في مصر واتمناه لنفسي لقد كسرتم حاجز الخوف من الموت قبل دخولكم للميدان واستمديتم شجاعه أخري عند رؤيتكم الموت يفرد جناحه القوي علي ارضه هانت عليكم الحياه في موقف الشجاعه فاستحققتم العيش بكرامه وعزه -كم كنا مهزومين مكسورين 30 سنه ذل وماقبلهم عشنا الحياه من بعيد خوفا من المجهول وخوف وهمي عليكم

    ردحذف