الجمعة، مارس ١٨، ٢٠١١

ختام الربع الأول

أمضى أولى ساعات سنة جديدة من عمري في تحديث قائمة باسماء المحتجزين عند الجيش و توثيق حالات تعذيب .

اتطلع في صورة شاب و صوت اخته يطاردني ,تؤكد لي أنه ليس "بلطجي" و ان اثار الحرق على وجهه نتيجة حادثة تعرض لها و هو صغير و ليست دليل على انه بلطجي " هاجيبلك صورته و هو عنده 5 سنين عشان توريهالهم و يشوفوا انه محروق من و هو عيل صغير"
محمد زغلول, أخ لثلاث بنات. في أوج هلعنا جميعا من انتشار البلطجية , و ارتيابنا في اي شخص غريب, ارتاب فيه سكان منطقة  مر عليها في طريق عودته للبيت بعد حظر التجول فسلموه للجيش.  في ظرف أيام حكم عليه بالسجن 5 سنوات , فقط لأن "شكله بلطجي"

تلك هي حياتي الان
أعيش تفاصيل فراق أخرين. ام تفقد ابنها, اخرى تفقد ابنها و خطيبته, و عائلة تفقد 5 شباب مرة واحدة.
أحدث ليلا أم عمرو و أم محمد و أخرين, أقاوم النوم لاشاركهم أرقهم. اقل ما يمكن ان افعله ان اطمئنهم بما تبقى لدي من قناعة " خير ان شاء الله"

على كل حال النوم يأتيني باحلام مزعجة, صوت عال, تفتيش, يد  تتطاول على كل بقعة حميمية في جسدي... النوم يأتيني باصوات كل المعتقلين 

استمع وحدي لصوت عايدة الايوبي و اتدثر اكثر بعزلتي
"الدنيا حلاوتها كلمة حلوة تطمني" 


أوهموني ان مع الثورة يأتي الحب, و في الثورة انطفأت اخر شعلة حب بداخلي


ارغمتني الثورة ان اعيد اكتشاف نفسي و ان استرجع تمسكي بخيالاتي الملونة ...فاصبحت وحيدة.

.
 علمتني الثورة الا اقبل بانصاف الحلول...وبسقوط مبارك, سقط تحايلي على نفسي, فاعتنقت وحدتي.

12 مارس 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق